قناة الرحمة بدأت سياسة جديدة
لم يعهدها المشاهد المصرى من قبل،وهذهالسياسة جاءت
عقب أحداث إمبابة البغيضة،ومنذ فترة انتشر مقطع فيديو علىالإنترنت
عنوانه "هجوم سلفى شرس على الكنيسة"،وكان العنوان لافت للنظربذكاء شديد من صاحبه الذى رفعه على الموقع تحت هذا المسمى لمعرفته بأن
الناس وبخاصة المعارضين للتيار السلفى سيتلقفون مثل هذا الخبر ويروجون له،والحق
أقول أنى كنت أكثر الناسانتقادا للقنوات الدينية قبل 25 يناير
لأنها كانت من بعض أسباب القلاقل التىحدثت من قبل ومن بعد فبعض القنوات كانت تعرض برامج وفتاوى تؤدى إلى اعكير
صفو العلاقة بين الطرفين،وإذا كان البعض اتهم السلفيين بأنهم وراء حادث إمبابةفعلينا أن نلتمس لهم الأعذار فلا شك أن المظاهرات التى قامت قبل ثورة
25يناير للمطالبة بمعرفة مصير "كاميليا شحاتة" كانت فى غير
محلها وكنت أكثر الناس انتقادا لها وهذه قضية وانتهت،ولو أن هذا الاتجاه التى تقوم
به قناة الرحمةالآن كان قد انتهجته منذ انشائها لكانت
ضربت المثل الأعلى فى سياسة المواطنةوالتعايش بين
مسلمى وأقباط مصر،وربما لأول مرة نسمع مصطلح "مسيحى" على قناة سلفية
بدلا من مصطلح "نصرانى" وبدأنا نسمع ونشاهد أصوات مسيحية على القنواتالدينية،وستكون سعادتنا أشد لو رأينا استضافة أحد القساوسة الكبار مع
أحددعاة السلفية على إحدى القنوات الدينية أو عمل يوم جماعى بين القنوات
الدينية المسيحية والإسلامية ليكون بثا مشتركا من أمام الكاتدرائية مرة ومن أمام
عمرو بن العاص مرة أخرى لأن اجتماعا وعملا مثل هذا سيصحح مسار الشباب من كل
الأطراف فالشاب الذى امتلأ قلبه وعقلهبمفاهيم مغلوطة
جعلتهم يعتبرون لفظة مسيحى خطأ فى حاجة إلى تصحيح هذا المفهوم،وأجمل ما قامت به
قناةالرحمة أنها جاءت بأبطال فيديو هجوم سلفى شرس على الكنيسة،وكانوا ثلاثةغاية فى الروعة وكان رابعهم المذيع الرائع فى القناة الذى كاد أن يبكى
وهويشاهد تلاحم الدعاة مع القساوسة فى الكنيسة والخطب المتبادلة بينالطرفين،هذا المشهد الرائع قد يكون غير ذى أهمية لو كان رسميا أو على
قناةحكومية..لكن تأتى أهميته كون القناة دينية وسلفية وخاصة أو مستقلة،وهذه
رسالة شديدةاللهجةللمنتمين للتيار السلفى
وبخاصة الشباب المتحمس وذى النية الحسنة فضلا عن أن تلك الرسالة هى عبارة عن فتوى
فعلية لتغيير النظرة الموروثة عن العلاقة بين المسلم والمسيحى فى مصر حتى لا نسمع
بعد ذلك فتاوى مثل حرمة تهنئة المسيحيين بعيدهم أو تحريم خروج المسلمين فى شم
النسيم إلى مثل تلك الترهات التى لن تفقد المسلم إسلامه ولن تخرجه عن الملة،ها نحن
قد رأينا دعاة من التيار السلفى يدخلون الكنيسة ويتعانقون مع القساوسة ويقطعون
"التورتة" ويأكلونها سويا وإن كان لى بعض التحفظات على اللقاء فمثلا
تفضلا من القساوسة وضع غطاء على المنصة التى تحدثوا عليها حتى يخفوا الصليب وكم
كنت أتمنى لو أن المشايخ طلبوا منهم أن تكون الأمور عادية وطبيعية لا سيما وأنهم
داخل الكنيسة..لكن فى كل الاحوال فى حالة استمرار هذه الروح المصرية البعيدة عن
التعصب بين الطرفين سيتم بناء مصر وستكون دولة قوية يخشاها المتربصون بها وليكن
شعارنا دائما وبعيدا عن التعصب "مسلم ومسيحى إيدة واحدة".
0 التعليقات:
إرسال تعليق