مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الجمعة، 6 مايو 2011

2 من مجزرة "حماة" إلى مجزرة "درعا" التاريخ السورى الأسود يعيد نفسه

درعا بها عــز العـــروبة والندا ***  لها فى مضامير الجـهاد مـفاخـر
بها من أطاع الشعب نال كرامة *** وفيها على العاصى تدور الداوئر



مخ خالص اعتذارى لأحد رواد الاستقلال فى سوريا صاحب تلك الأبيات وكان مطلعها "حماة" التى استبدلتها أنا بـ "درعا" لذا لزم الاعتذار للأستاذ "فارس الخورى".

     كأن التاريخ يعيد نفسه،وكأن عائلة الأسد أبت إلا أن تستأسد على شعوبها ويؤسفنى أن أقول هذا الكلام لأنى كنت أحد المعجبين بالدكتور بشار الأسد الذى كنت أتصور أنه سيستوعب الدرس من تونس ومصر..لكن كارثة الكوارث أن التجربة أثبتت أن الحاكم العربى مولود بالغباء وكأنه قدر محتوم أو جزئ من أجزاء جسمه،ولم يحاول الشبل (الأسد الصغير)  أن يعالج  نفسه من هذا المرض اللعين وكما قال فرعون مصر السابق أن مصر ليست تونس،كلهم الآن يرددوا نفس المقولة فى سوريا وليبيا واليمن كلهم يقولون نحن لسنا تونس أو مصر وكأنهم تواصوا بهذا المصطلح بل هم قوم طاغون،بل هم قوم ظالمون،والحق أقول أنى تريثت كثيرا فى الكتابة عن سورية وما يحدث فيها من مجازر مرعبة فى درعا وغيرها من المدن والقرى السورية،وكنت أحد الذين ينتظرون خطاب بشار الأسد فى كل مؤتمرللقمة العربية فقد كانت كلماته تلامس الشعور الوطنى العربى،وحينما كنت أرى قيادات المقاومة فى سورية كنت أخجل من نفسى وكنت أتمنى أن تكون مصر هى الحاضنة لقيادات المقاومة الفلسطينية..لكن بفضل النظام السابق كانت مصر طاردة ومتعقبة لكل من يحمل صفة مقاومة داخليا وخارجيا،وكنت حينما أشاهد مؤتمرا للمقاومة فى دمشق أشعر بعروبة "بشار الأسد"..لكنه للأسف لم يكمل جميله ولم يتحمل مظاهرات الشارع السورى الذى كان مطلبه الإصلاح فقط ولو أنه سارع فى عملية إصلاح كبرى لكان دخل التاريخ من أوسع أبوابه فالدكتور بشار الأسد كان الكثير من شباب العرب معجبون به لدرجة الهوس من كلماته النارية التى كان يطلقها فى كل مرة من قمم الأمة ضد "إسرايل"..لكن بعد أن شاهد الشارع العربى ما يحدث من مجازر لأشقائهم فى دمشق العروبة تذكر الجميع رائعة أمير الشعراء أحمد شوقى وكأنه بيننا الآن مع فارق الزمان وظروفه إلا أن الوضع يتشابه مع نكبة دمشق 2011 حيث قال شوقى رحمه الله:
   ــــــــــــــــــــــــــــــ   
"فَفي   القَتلى    لِأَجيالٍ    حَياةٌ   ***   وَفي الأَسرى فِدًى  لَهُمُ  وَعِتقُ

     

وَلِلحُرِّيَّةِ     الحَمراءِ      بابٌ   ***   بِكُلِّ    يَدٍ     مُضَرَّجَةٍ     يُدَقُّ

       

جَزاكُمْ ذو  الجَلالِ  بَني  دِمَشقٍ   ***   وَعِزُّ   الشَرقِ   أَوَّلُهُ   دِمَشقُ"
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
     وهذ الأبيات قالها شوقى عام 1926 فى حديقة الأزبكية ولعله لو كان بيننا الآن لقال: "وذل درعا أوله دمشق" وما يحدث فى سوريا الآن فى درعا وحمص يعيدنا إلى الوراء لقرابة ثلا ثين عاما ولا أملك إلا أن أستدعى من الذاكرة ما قاله شكسبير لنهديها إلى "الأسد الصغير" الذى ما أشبهه بالأسد العجوز "حافظ" فماذا قال شكسبير؟ قال: "إن كل عطور جزيرة العرب لن تطهر هذه اليد الآثمة" .نعم ما يحدث فى من مجازر فى سوريا لن تطهره حتى عطور باريس ولندن بالإضافة إلى عطور جزيرة العرب.
     فبعد مرور 10 أيام من شهر فبراير عام 1982 فوجئ العالم بأخبار تأتى من دمشق أن حربا ضروسا تقوم رحاها فى مدينة "حماة" يشنها نظام حافظ الأسد على أهل "حماة" التى أطلق عليها الساسة والمحللون أنها جريمة أو مذبحة العصر ولأن انتشار الإعلام لم يكن بهذا الشكل الذى نراه الآن فقد استمرت المجزرة لمدة 11 يوم لم يسمع بها أحد فكان القتل على أشده ضد المدنيين العزل ولولا أن مسئولا كبيرا فى دولة كبيرة تلقى الخبر وأذاعه على الملأ لم عرف العالم لتلك الجريمة النكراء التى يكررها النظام السورى الآن فى كل سوريا بحذافيرها  وهى نفس الأسباب التى استند عليها نظام حافظ الأسد والفرق ليس بكثير..الفرق فقط فى تكنولوجيا الإعلام التى تنقل لنا ما يحدث فى درعا 2011 رغم التضييق والتعتيم الإعلامى ولولا أن الله هيأ للشعوب الإعلام لكانت "درعا" وغيرها من القرى والمدن كومة من التراب مثل ما حدث لـ "حماة" فى فبراير 1982 ولعل المدقق فيما يحدث الآن رغم النقل المباشر من سوريا سيرى حجم الكارثة التى صنعها حافظ الأسد عام 1982 التى ربما للآن لم تتكشف كل خباياها اللهم إلا إذا تم العثور على مقابر جماعية فى سورية حوت فى بطونها أكثر من 20 ألف شهيد البعض قدرها بـ 25 ألف شهيد،حاولت أن أكبح جماح قلمى عن الكتابة فى مجزرة درعا التى يقوم بها النظام السورى الحالى..لكن لم أستطع فالجريمة التى لم تظهر للعالم عام 1982 يجب أن نتعلم منها وأن لا نداهن أى نظام عربى يقتل شعبه تحت أى ذريعة أو حجة إن النظام السورى الآن يتصرف مع شعبه كما لو أنه هو الذى يحتل مرتفعات الجولان وطالما أنك يا بشار قد استخدمت الجيش فى قمع شعبك وقتله فمن باب أولى كنت توجه مدافعك إلى من يحتل الجولان وكان وقتها سيقف معك الشعب السورى فضلا عن الشعوب العربية التى كنت لديها الشاب الثورى هكذا ظنوا ليتك تنصت إلى العقلاء ممن أرسلوا لك رسائل مباشرة أو غيرة مباشرة تدعوك فيها إلى الإسراع بعملية إصلاح كبرى بعد اعتذار شديد للشعب السورى وتعويضه عن كل خسارته فكل شوارع سورية أصبحت متلاحمة ومتكاتفة تحت شعار واحد "الشعب يريد إسقاط النظام" وكل يوم لا يجد فيه الشعب السورى حلا سريعا ستجد الشعار الآخر وهو: "الشعب يريد محاكمة بشار" لقد فاض الكيل يا بشار فلا عذر لديك فأنت الآن تقتل شعبك. وأخيرا إما الإصلاح وإما السقوط والمحاكمة.

2 التعليقات:

غير معرف يقول...

السلام عليكم
منذ ثلاثين سنة لم نتغير لا نحن ولا حكامنا ومنذ 30 سنة كانت اليابان تلملم جراحها وكانت الصين لم تنفض عن نفسها غبار الحرب العالمية الثانية ولكن أين هم الأن ؟ وين نحن ؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرح على الجميع شعوبا وحكاما ويجب علينا أن نبحث عن الإجابة عليه لنعرف إلى أين نتجه أألى التقدم ؟ أم إلى التأخر ؟ ....وهذه هي مهمتنا ...الكاتب الطيب الجزائر شرقا صديق بوبكر الجزائر

Unknown يقول...

مرحبا بك يا صديقى "الكاتب الطيب" وتحياتى لك وللأخ الكريم "بوبكر الجزائرى" وأنا أتفق معك تماما فى كل ما ذكرته حضرتك.

تقبل تحياتى

إرسال تعليق