مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الأربعاء، 16 فبراير 2011

1 حتى لا ننسى مواقف الشرفاء

     منذ أكثر من 17 عام وعقب الفترة الثانية لولاية الرئيس المخلوع "مبارك" كان هناك رجال من طراز فريد ينادون بما نادت به ثورة 25 يناير من هؤلاء الرجال العظام الدكتور محمد حلمى مراد،والأستاذ الراحل عادل حسين رحمهما الله حيث كتبا مقالات عدة كانت تهدف إلى عدم الاستفتاء على "مبارك" ليكون رئيسا لفترة ثالثة،وقد صدر كتاب "لماذا نقول: لا فى استفتاء الرئاسة القادم" وكان هذا فى الفترة من مايو إلى سبتمبر 93 تم جمعه من مقالات جريدة الشعب وصدرت الطبعة الأولى منه فى أواخر عام 1993 والعجيب فى الكتاب وعلى الرغم من أنه مضى على نشره أكثر من 17 سنة إلا أنك لو قرأته كأنك تقرأ كتاب لتوه خارج من المطبعة صبيحة يوم 25 يناير 2011 وهنا لا بد لكل من يقرأ هذا الكتاب يعلم أن النظام السابق كان لا يخشى حزبا فى مصر إلا حزب العمل،وقد حاول التخريب فيه وضربه ..لكن الله أفشل كل محاولات هذا النظام رغم قمعه الأمنى والإعلامى للحزب حتى وهو تحت التجميد،الذى جعلنى أكتب هذا الموضوع الآن هو هذا السخف الإعلامى فى كل الفضائيات المصرية التى أصبحت لا تستحى ونسيت كل شئ وكأن هذا الإعلام (بكل وسائله) هو الذى فجر ثورة 25 يناير وصدق القائل: "إذ لم تستح فاصنع ماشئت".

     وكلما تصفحت موقعا إلكترونيا أو صحيفة حزبية كانت أو مستقلة أو حتى رسمية،وكلما شاهدت فضائية من الفضائيات أجد لسانى متحركا حركة لا إرادية هاتفا بصمت مرة،وبصوت عال أخرى: "الله أكبر يحيا الشعب"، "عاش حزب العمل،عاشت جريدة الشعب" وحينما أقول حزب العمل أو جريدة الشعب أقصد بذلك حزب العمل الذى قاده صاحب الرؤية المستقبلية الثاقبة الثائر "مجدى حسين" الذى لم يتزحزح قيد أنملة منذ أن التحقت بحزب العمل يوم أن كان يترأس أمانة الحزب طيب الذكر الراحل عادل حسين،وكان ذلك فى أواخر عام 95 ومر حزب العمل بمعارك لا تحصى ولا تعد كما لا يمكن لأحد أن ينكرها،وبخاصة تلك الحملة التى قادتها جريدة الشعب ضد الرواية التى طبعها وزير الثقافة المخلوع على نفقة الدولة والتى أخرجت المظاهرات من جامعة الأزهر ليلا وكان يمكن لمثل تلك المظاهرات أن تعجل بنهاية النظام إلا أن تكنولوجيا الاتصالات وثورة المعلومات الإلكترونية لم تكن قد انتشرت فى مصر، وأذكر أن أحد مراسلى صحيفة الشعب قبل مصادرتها بأسبوع أبلغنا رسالة تفيد أن العدد القادم سيكون آخر عدد من من جريدة الشعب،هذا الحديث مر عليه أكثر من 10 سنوات وقد حدث بالفعل وحتى كتابة تلك السطور ما زالت جريدة الشعب لم تصدر،وهذا أمر عادى..لكن الغير عادى فى الموضوع هو أن الأمين العام لحزب العمل "مجدى أحمد حسين" تعامل مع الوضع وكأن شيئا لم يتغير استمر فى نهجه السياسى لحزب العمل،بل جاء هذا التجميد ليكون بمثابة غربلة وتمحيص حقيقى للمؤمنين بفكرة حزب العمل التى لا تعرف الخطوط الحمراء،وحاول البعض أن يتظاهر بأنه ثابت على خط حزب العمل الإسلامى متصورا أن حكاية التجميد ومصادرة الجريدة لن تطول،وبدأ صبر البعض المصطنع أن ينفد وبدأنا نسمع الكثير من الكلمات المحبطة التى ظاهرها حسن النية وباطنها سوء القصد،وقد وصلت إلى ذروتها بعد محاكمة الأمين العام لحزب العمل عسكريا وسجنه عامين كاملين حدثت فى تلك الفترة ردة سياسية للبعض لم أكن أتمنى أن أراها مع احترامى الشديد لكل من له وجهة نظر أخرى..لكنه الواقع الذى رأيناه،وكان الوحيد الذى يتعامل مع الأمور بجدية وعدم زعزعة وبثقة بالله ثم بالشعب هو الأمين العام للحزب مجدى أحمد حسين الذى وثق بالصوت والصورة مواقفه حتى رحيل "مبارك" وثبت بالدليل أنه كان على حق فى كل مقالاته ومواقفه خارج وداخل السجن ولم يلتفت أبدا إلى المنهزمين نفسيا الذين اعتبروا أن انتقاد مبارك "قلة أدب" وأنه لا يجوز أن نهتف بسقوط "مبارك" بينما كان مجدى حسين يوجه للنظام أقسى عبارات النقد وكان البعض يتهمه بالجنون والتهور وما أجمل كلمة الدكتور قرقر فى إحدى الندوات وهو يقول إذا كان ما فعله "محمد البوعزيزى" أو "مجدى حسين" جنونا فما أحوجنا إلى هذا الجنون .




     أصارحكم القول أنه فى بعض الأحيان كنت أسأل نفسى هل يمكن أن يكون "مجدى حسين" وحده على حق والغالبية على خطأ فإذا بالأيام والأحداث هى التى ترد على مثل هذا السؤال لا سيما وأنى لى معه تجارب كنت أرقبها عن بعد ولا زلت أتذكر يوم أن أصدر أول بيان عن بدء المقاومة العراقية ضد المحتل الأمريكى ولم يكن أحد قد سبقه فى هذا الهم إلا الذين سبقوه وقالوا عكس ذلك،والحقيقة أنا لا أريد أن أكون مادحا لمجدى حسين أو غيره..لكن فقط أردت أن أعبر عما يدور فى نفسى من يوم أن عرفت هذا الرجل ويوم أن كان يصدر البيانات يبشر فيها بنهاية هذا النظام على يد الشعب،وكان البعض يطبطب على النظام ويغازله مدعيا أنه يعلم ببواطن الأمور،كان يمكن لمجدى حسين أن يظهر فى التلفزيون المصرى أو غيرها من الفضائيات،لكنه أبى إلا أن يكون عزيزا،جلست مع أناس كثير وفى نهاية الجلسة يقول لى هذا أو ذاك أنا كنت فى حزب العمل،وكم هى الأحزاب التى يرأسها أناس كانوا أعضاء فى حزب العمل إن قرار لجنة شئون الأحزاب الذى صدر بتجميد الحزب لم يكن أبدا معوقا لمن يريد العمل العام،بل على العكس كان بمثابة التطهير من المرجفين فى الأرض والذين فى قلوبهم مرض،وأخطر مرض يهدد البشرية هو مرض النفاق،وما كانت نهاية عصر مبارك إلا نتيجة النفاق الرخيص لرأس النظام وقد صدق الرئيس المخلوع مبارك فى كلمة قالها يوم أن تولى قيادة البلاد عام 81 حينما ضجت القاعة بالتصفيق فقال لهم: "اليوم تصفقون لى وبعدما أرحل أو ما معناه ستلعنون سنسفبل جدودى" والله هذه الكلمة قالها مبارك منذ 30 سنة وأتمنى لو أن التلفزيون عرض هذا المشهد وها قد حدث كل الذين كانوا يصفقون له وينافقونه سواء ممن كانوا حوله أو ممن ادّعوا المعارضة هم من سنّوا سيوفهم عليه وعلى أسرته قلة قليلة هى التى عارضته بنزاهة فى أوج قوته وحتى يوم 11/2/2011 يوم السقوط المدوى "لمبارك" الذى أتمنى أن يخرج على التلفزيون ويقول ما لديه من أسرار لعل الله أن يغفر له فما أحوج مثل هذا الرجل إلى ساعة صفاء يتطهر فيها من أدران ثلاثين سنة قبل أن يأتيه الموت،وما حدث للرئيس المخلوع مبارك هو درس غاية فى الأهمية لكل من حاول أن يتقرب إلى الحاكم زلفى من أجل مغانم لا قيمة لها إن احترام الإنسان لنفسه ومبادئه حتى لو أوصلته إلى "المقصلة" تساوى كنوز الدنيا إن لحظة قرار التنحى الذى تلاه اللواء "سليمان" أنسى "مبارك" وأسرته نعيم كل تلك السنوات الماضية.


     الذين يمشون على الأرض الآن وهم رافعون رؤوسهم هم هؤلاء الذين عارضوا النظام بقوة ونسوه عقب تنحيه،وليت الذين كانوا يمسكون العصا من المنتصف ويحاولون الآن أن يظهروا بوجه المعارض ليتهم ينظرون إلى المرآة ويسألون أنفسهم بأى وجه نقابل الشعب المصرى.

1 التعليقات:

Unknown يقول...

رحم الله تعالى الدكتور محمد حلمى مراد،والأستاذ الراحل عادل حسين وجزاهما عنا خير الجزاء....

ونسأل الله تعالى أن يبارك لنا فى الأستاذ مجدى حسين ويحفظه ويسدد على طريق الحق والهدى خطاه
اللهم آمين

إرسال تعليق