مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

0 مظاهرة عابدين وقراءة فى مشهد المعارضة المصرية

فى البداية لا بد من توجيه التحية لكل رجل وشاب وفتاة خرج من بيته إلى عابدين حتى ولولم يصل إلى هناك بفعل المنع الأمنى الغير مبرر.تحية لكل قيادات المعارضة التى حضرت المظاهرة على رأسهم حزب العمل وكفاية. حينما خرجت من بيتى متوجها للمشاركة فى مظاهرة "لن نورث" التى تمت أمام قصر عابدين كنت ذاهب إلى هناك وهمّى الأول والأخير هل سأجد مقعدا فى سيارة أذهب بها إلى القاهرة التى حتما لن أجد فى "المترو" أيضا مقعدا خاليا حتى محطة الرئيس العظيم "محمد نجيب" رحمه الله،لكن يبدو أنى كنت متفائل أكثر من اللازم فالمواصلات كانت شبه خالية ذهابا وعودة، والوضع مختلف تماما مثلا عن المظاهرة الشهيرة التى تمت فى استاد القاهرة الدولى وشاركت فيها كل القوى السياسية كل حسب قدرته على الحشد وقدرت بأنها فاقت الـ "200" ألف متظاهر وعلى الرغم من أنها كانت لأمر خارجى للتنديد بالاحتلال الأمريكى للعراق إلا أن الأمن كان يضع الكمائن فى كل الطرق السريعة المؤدية للقاهرة وتم مصادرة الكثير من اللافتات كل هذه التدابير لم تحدث فمن قبل أن أصل إلى القاهرة عرفت أن الأعداد ستكون متواضعة جدا وأكبر كارثة أن تتصور المعارضة أن وجود ألف شخص أمام قصر عابدين هو أمر يذكر بل لو كان النظام لديه القليل من الذكاء لأمر القناة الأولى المصرية لبث المظاهرة على الهواء مباشرة للمتاجرة بها لدى الخارج ليقول لهم إن المئات قد خرجوا يهتفوا ضد رأس النظام أمام القصر،وللعلم ليست هذه المرة الأولى التى يتم فيها مظاهرة أمام "عابدين" بل منذ خمس سنوات تقريبا كانت هناك مظاهرة وجرح فيها مجدى حسين الأمين العام لحزب العمل،وكان عددها أكثر من هذا العدد،ولم يكن الأمن بتلك الغلظة التى كان عليها اليوم..الذى جعلنى أقول هذا الكلام هو حجم المبالغة فى التوقيعات الإلكترونية التى قيل أنها وصلت إلى قرابة المليون والبعض قال أنها زادت على المليون والبعض قال عن حملة طرق الأبواب للتوقيعات،وأنا أسأل إذ لم يخرج أصحاب تلك التوقيعات فى يوم مثل هذا..متى سيخرجون؟ هل سيخرجون لمبايعة الرئيس مبارك فى فترة رئاسية مقبلة أم سيخرجون رافعين صور "مبارك" الابن ويغنوا وراه: "يا جمال يا بلاش واحد غيره مينفعناش" إن عدد الذين خرجوا لم يصل إلى الألف ولنقل ثلاث أضعافهم منعهم الأمن وعلى أقصى تقدير،فهل وصل عدد المتظاهرين إلى ثلاثة آلاف متظاهر بمن فيهم الذين تم منعهم واحتجازهم لا أعتقد هذا..وهذا لا يعنى أن باقى الشعب موافق على سياسة هذا النظام كما يتصور بعض أبواق النظام الحاكم ومؤيديه وكتّابه وفى تلك النقطة تكمن الكارثة فغالبية الشعب المصرى معارض،لكن معارضته ليست للنظام فقط،بل يعارض المعارضة لأن الشعب يرى هذا الانقسام فلا يطمئن إليها وهذا الشعب الذى لا ينتى إلى المعارضة أو إلى النظام لو خرج فجأة فسيكون ضد الجميع..ضد المعارضة،وضد النظام، فخروج هذا العدد الضئيل يعنى أن المعارضة فى مصر ليست على قلب رجل واحد وأنها فشلت فى تسويق نفسها فى الشارع المصرى وأنها تعارض نفسها وكل يوم تجد خلافات داخل الائتلافات فى وقت يجب أن تصب فيه كل الجهود من أجل مواجهة صلف النظام وجبروته دون تشتيت الجهود فى أمور فرعية وأنا أعى ما أقول،ولعل المعارضة تذكر إن حركة كفاية وحزب العمل فى يوم ما أخرجوا أكثر من مظاهرة تعدت هذا العدد بكثير وساروا بها فى شوارع القاهرة،ولم يكن فيها كل الحركات التى ذكرت،فكان على أقل تقدير أن يكون فى هذا اليوم عشرات الآلاف أقول على أقل تقدير وعشرات الآلوف تبدأ ما فوق العشرة الأولى وتنتهى عند المئة ألف وهذا التفصيل مطلوب ليستطيع القارئ أن يعرف الأحجام ويتخيلها،وتلك العشرات التى أقولها ليس لأنى أستطيع الإتيان بها،لكن أقول هذا على تقديرات مئات الآلاف التى قيلت عن توقيعات الجمعية الوطنية للتغيير،وغيرها من التوقيعات التى لو حضر 10% من عددها لكان للمعارضة شأن آخر،المشهد الأمنى فى مظاهرة عابدين أعطى رسالة إلى أنه مرتبك وكان يمكنه أن يكسب لو أنه ترك الناس تذهب إلى المظاهرة،لكنه كعادته منعنا من الوصول إلى هناك بل وترقبنا فى كل مكان والبعض عومل بعنف شديد وأنا الحقيقة لا يعنينى أمر الأمن وتعامله فهذا عمله ويقوم به بالطريقة التى يراها فهو الذى سيتحمل المسئولية وحده أمام التاريخ،ولن أنتقد الأمن رغم قسوته فى التعامل مع البعض،بل لا أبالغ إذا قلت أن المستفيد الوحيد من هذه المظاهرة هو النظام الحاكم نفسه لولا بعض الغباء الذى يتمتع به فى مصادرته لكاميرات المراسلين وبخاصة البى بى سى،والجزيرة فكل ما حدث تم تسجيله لكاميرات أخرى،ما أقوله ليس تقليلا من شأن المظاهرة ورمزيتها بل أقول إن المعارضة الحقيقية هم هؤلاء الشباب والفتيات وبعض قيادات المعارضة التى خرجت وكان على رأسهم قيادات من حزب العمل والكرامة وكفاية والجمعية الوطنية للتغيير وغيرهم لكنهم لم يكونوا على المستوى المطلوب من حيث العدد،لذا أردت أن أقول: على المعارضة أن تصلح حالها أولا مع أنفسها فإذا استمر الوضع على هذا الحال من التشتت فأقولها لله ثم للتاريخ لو أن النظام الحاكم أتى بـ "سيد كفتة" ليحكمنا- ولا يسألنى أحد من هو سيد كفتة لأنى لا أعرفه - سيمر الوضع مثله مثل كل الأوضاع التى تمر وكل الأوضاع التى مرت وسيقوم "سيد كفتة" نفسه وينزل الشارع إلى المعارضة ويسلم عليهم فردا فردا ويشكرهم وسيأمر بصرف مكافأة لهم على أن أوصلوه لهذا المنصب الرفيع فإذا كانت المعارضة تريد عملا حقيقيا فعليها أن تواجه نفسها فالمعارضة التى لم تستطع أن تطور من نفسها بعد فشلها فى عدم التمديد للرئيس مبارك فى أول انتخابات رئاسية وكان مشهدها يوحى بأنها أكثر قوة من الآن فلا أظن أنه بهذا الوضع تستطيع أن تمنع التمديد أو التوريث إذا كان هناك توريث بالفعل،أعلم أن هذا الموضوع سيغضب الكثيرين منى باعتبارى من المعارضة،لكن الحق أحق أن يتبع والحق هنا هو ضرورة مواجهة أنفسناوأن لا نهول من قدرتنا ولا نهون من قدرة الخصم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق