6 الحلقة الأولى من مسلسل" الجماعة" هل هى دعاية للمسلسل

هذا ليس المرشد السابق،بل هو الممثل سامى مغاورى

على الرغم من أن الحلقة الأولى من مسلسل "الجماعة" كانت عبارة عن حلقة دعائية للمسلسل إلا أنها بمثابة الحلقة الأخيرة،ويبدوا أن الأستاذ "وحيد حامد" أراد أن يشوق المشاهد لأحداث مثيرة للمسلسل فإذا به يشرح ويحرق المسلسل فى أولى حلقاته،وكأنه يريد أن يوجه رسالة مسبقة للمشاهد بدموية الإخوان،وهنا أريد أن أنوه إلى أن شباب الإخوان الذين أظهرتهم الحلقة الأولى يعيشون فى الجامعات وبين الطلاب وفى الشوارع والمساجد ولو سألت أى طالب هل ما أتت به الحلقة الأولى صحيح بالطبع سيكذب هذا الهراء،ولن يصدق هذا الكلام فى مصر إلا الدكتور "رفعت السعيد"وأكثر الناس يكذبون هذا الواقع فيما بين أنفسهم هم رجال أمن الدولة التى أرادت الحلقة الأولى أن تسوّق لهم بطريقة شبه جيدة،فى نفس الوقت أراد الكاتب "وحيد حامد" أن يتظاهر بأنه محايد حينما أبرز الجهات الأمنية بالتلصص على "الجماعة" وهذه رسالة مغلفة للمعارضة تفيد التحذير من الجهات الأمنية وكأنه يقول للمعارضة فى مصر: "احذروا الجهات الأمنية" فهى تراقبكم ليلا ونهارا حتى وأنتم تأكلون،وهذا ليس بخاف على أى أحد بافتراض أن فى مصر معارضة،أجمل ما فى المسلسل هو الأداء التمثيلى الذى تفوق فيه على نفسه الرائع "عبدالعزيز مخيون" الذى ربما أراه متناقضا بعض الشئ مع نفسه فى قيامه بهذا الدور،وهذا الممثل صاحب الأدء  المتميز "سامى مغاورى" الذى بمجرد أن تراه كأنك تجلس مع المرشد السابق الأستاذ مهدى عاكف مع الفارق،أيضا أهم ما يميز مسلسل "الجماعة" هو عدم وجود عادل إمام وإلا كانت ستكون أكبر سقطة وقع فيها "وحيد حامد" ومن الأمور العجيبة أن ملامح عادل إمام لا تجعله يصلح لأى دور فى مسلسل "الجماعة" سلبيا كان أو إيجابيا فكل أدواره لا ترقى إلى مستوى الجدية التى أرى أنها ستكون الغالبة على مسلسل "الجماعة" كنت أتصور أن الإخوان فقط هم الذين سيغضبون من المسلسل،لكن حتما هناك جهات أمنية ربما تطالب بوقف المسلسل،هناك عيب خطير وممل فى المسلسل هو هذا الضيف الثقيل الذى يزعجنا دائما هو الإعلانات البينية التى ربما تكون هى البطل الحقيقى الغير مرغوب فيه فى المسلسل.

     بغض النظر عن اختلافى أو اتفاقى مع المسلسل،أومع الأمن،أومع الإخوان إلا أنها تجربة تستحق الدراسة أن يتم عمل مسلسل عن جماعة كانت وما زالت وستظل مثيرة للجدل وهى موجودة بين الشعب وبقوة والحكم لن يكون فقط للنقاد والمتخصصين بل سيكون أيضا للجماهير الواسعة التى تتعامل مع الإخوان وبخاصة بين الشباب الذين هم القوة الضاربة التى تتعامل معهم جماعة "الإخوان المسلمون" سيكون من الخطأ الفادح إذا تم رفع قضية من "الجماعة" لمحاولة منع المسلسل من العرض فإن فعلوا هذا فإنهم يؤكدون أى سلبية يعرضها المسلسل،وإذا أرادوا أن يردوا على المسلسل فليس باللجوء للقضاء،بل يمكنهم الرد عليه بمسلسل آخر وسيجدون الكثير من الدول التى تتبنى مثل تلك الفكرة حتى لو كانت من وجهة نظر إخوانية بحتة .