العنوان أعلاه ليس من عندى بل هو عنوان حلقة ستذاع على إذاعة وتلفزيون الـ (بى بى سى) العربى فى برنامج "نقطة حوار" الذى يحظى بمشاهدة عاية جدا وبخاصة بعد نقله على الهواء مباشرة على تلفزيون المحطة بعد أن كان يذاع على موجات ا"الراديو" فقط ويأتى هذا الحوار تعليقا على بعض الجمعيات التى نادت بمقاطعة اللحوم فى مصر بعد ارتفاع سعرها،وقيل أن بعض المطاعم التى تقدم الوجبات السريعة شاركت فى هذه المقاطعة وبغض النظر عن المشاركة من عدمها،لكن السؤال الذى يطرح نفسه كم هى أعداد المصريين الذين يأكلون اللحمة ؟ ومن هم ؟وما هى قيمة مرتباتهم الشهرية ؟ وفى المقابل كم هم الذين لا يأكلونها ؟ ولا أدرى لماذا يحاول البعض التغطية على المشكلة الأم فى مصر وهى مشكلة نظام لم يعد يعرف أين وجهته وبدأت الأمور تخرج من يديه نتيجة انشغاله بالقمع السياسى لمعارضيه ودعوة كهذه حتما هى فى صالح النظام وليس فى صالح الشعب والغرض منها هو أن ينشغل المصريون بأمور لا تحل المشكلة بل تعمل على تبجح الحكومةوزيادة قمعها للشعب،فالمصريون يقاطعون اللحوم مقاطعة إجبارية وإضطرارية ولو أنهم قادرون على شرائها فلماذا يقاطعونها ،ولولا أن الله حبب إلى المصريين الفول والطعمية لحدثت مجاعة فى مصر وقامت ثورة الجياع إذا اعتبر الناس أن اللحوم هى الوجبة الرئيسية ولنحسبها سويا لأسرة مكونة من 4 أو 5 أفراد إذا كان راتبهم الشهرى 500 جنيه مصرى وليحاول أحد المنادين بمقاطعة اللحوم هل مثل هذه الأسرة تستطيع أن تشترى كيلو لحمة فى الأسبوع أو فى الشهر ولست بصدد تفقيط وتوزيع المبلغ المذكور أخلص من هذا بأن المواطن المصرى ممكن يذهب إلى "الجزار" ليلتقط صورة بجوار اللحمة إذا سمح له صاحب اللحمة بهذا لينظر إليها كلما اشتاق إلى اللحمة ولا ينسى شكلها وأنا أسأل أصحاب دعوة مقاطعة اللحوم كم مرة تأكلون لحمة فى الشهر هل تتصورن أن الناس فى مصر يأكلونها مثلكم،هل تجاملون النظام على حساب الشعب،هل تريدون أن تقولوا أن الشعب هو السبب فى ارتفاع الأسعار هل الحكومة بريئة من غلاء الأسعار؟؟؟ إن الانشغال بأمور كهذه تعد أكبر خدمة للكبار فى البلد الذين ربما يلقون فى القمامة ما تبقى من لحومهم ليكفى مئات الأسر المصرية،إن محاولة إلقاء المسئولية على الشعب هو إهانة لهذا الشعب المسكين وتصويره بأن شعب سفيه فكلما ألمت به ضائقة نجد علماء الدين يحملونه المسئولية،وبعض أصحاب شهوة الظهور الإعلامى أيضا يحملونه المسئولية،وربما بعد فترة نجد من يخرج ويقول: الدعوة لمقاطعة الخبز،وكان أجدر بهؤلاء أن يطالبوا المواطنين بالإضراب العام من أجل الحد من الإستهلاك الحكومى ،وليقل لى أحد هؤلاء كم هى ميزانية تأمين جلسة محاكمة هشام طلعت مصطفى ربما تفوق دعوة مقاطعة اللحوم لو أن الناس يأكلونها من أصله إن هم طبقوا فكرة المقاطعة أتدرى ماذا يأكل المواطن الذى تدعوه لمقاطعة اللحوم يأكل 3 وجبات لا تخلو واحدة منها من الفول والطعمية وإذا فكر أحدهم فى تناول اللحمة يذهب لشراء لحمة مجمدة مجهولة المصدر أو يذهب ليشترى أرجل وأجنحة الفراخ من أجل عمل "شوربة" ليأكلها مع القليل من الأرز فمن هؤلاء الذين يقاطعون اللحمة هل سيقاطعها الوزراء الذين امتلأت بيوتهم بكل أنواع اللحوم وربما بدون ثمن ، هل سيقاطعها رجال الأعمال ،هل سيقاطعها الذين يقبضون مرتبات فى الشهر أكثر من 5 مرات ليصل بعض مرتباتهم إلى أكثر من مئة ألف جنيه شهريا يبدو أن البعض يعيش فى التيه وما زال يتصور أن مشكلة المصريين فى بطونهم وحسب..لا ياسادة المصريون يريدون أن يتحرروا من نظام ديكتاتورى أكل لحومهم وباع ممتلكاتهم،وكان الأولى بهم أن يقاطعوا الدروس الخصوصية التى حرمت المواطنين من أكل اللحوم،وجعلت الأسرة المصرية يستدينون من أجل الدروس الخصوصية بسبب سوء العملية التعليمية فى مصر لقد تحدد بيع اللحوم فى مصر للأغنياء فقط أما محدودى ومعدومى الدخل فيتسامرون فى الليل بأنهم كانوا فى زمان ما يأكلون اللحوم وقس على ذلك كثير من السلع الغذائية التى لا يقربها المواطن المصرى إلا فى المواسم والمناسبات فمن ينظر إلى دعوة المقاطعة يتصور أن معظم المصريين يعيشون فى رفاهية .. اتركوا الشعب المصرى فى حاله فله رب اسمه الكريم وكلوا وتمتعوا قليلا حتى يأتى أمر الله وما أمر الله منّا ببعيد.
|
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق