"لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين" ا التوبة "47" من عظمة القرآن أنه مريح وفيه بلسم وشفاء ويمكن للإنسان المتصفح والقارئ له أن يجد فيه ضالته وكأنه نزل لتوّه،فالآية السابقة نزلت فى غزوة تبوك ونزلت فى عبدالله بن أبى فى تخلفه عن الجهاد الذى استنفر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة لغزوة تبوك فكان من الذين تخلفوا من المنافقين وأهل الريب عبدالله بن أبى وكانت هذه الآية لتعزية المصطفى وإخباره بالطابور الخامس..طابور الخذلان والريب وكشف المراوغين والمثبطين والفاشلين الذين يهوّلون الأمور حتى يجعلون الأحرار والمؤمنين بفكرة التغيير أن يتراجعوا وما أكثر عبدالله بن أبى فى عالمنا وما أكثر السمّاعون له ،وهذه الآية تجعلنا لا نغتر بأحد فعبدالله بن أبى كان يفترض فيه أن يخرج بجيش للجهاد باعتباره صحابى،لكن إرادة الله أبت إلا أن تكون هى الفيصل وتحديد أنواع البشر وكشفهم فى وقت الملمّات والذى ينطبق على البشر فى عهد الرسول من باب أولى أن ينطبق فى عصور ليس فيها رسول ولا نبى حتى الفئة التى يجب أن تكون ورثة الأنبياء لم نسمع لها إلا صراخ الفضائيات الذى زاد الطين بلة،بل امتلا الكون من أبى جهل وبن أبى فلا عجب فيما نراه من ظاهرة التسلق على حساب الأحرار،وهذا يحدث فى أيامنا هذه فالمتآمرون والمنافقون قد ملأوا الساحة وأصبحوا يتعاملون دون حياء لدرجة متدنية لم تصل إلى أخلاق العصابات الذين يحترمون زعيم عصابتهم إذا ما أصابه مكروه فما بالكم بمن يبيعون الشرفاء والأحرار بثمن بخس دراهم معدودة وبعض مقالات تكتب لإثبات حسن النوايا أنهم ليسوا أحرارا أو ببضع دقائق على فضائية محلية أو عالمية بعد أن اجتمعت كلمتهم سابقا على الفضائل وتغيير الوضع إلى أحسن حال بغض النظر عن العواقب وبعد أن غاب أمينهم ومعلمهم تنكر له الكثير ولم يصلوا إلى درجة العصابة تخيلوا،وقد يتصور البعض من الذين يكتفون بقراءة العناوين ثم يطلقون الأحكام أنى واحد من اثنين إما أن أكون ساخرا من وزارة الداخلية والحزب الوطنى،وإما أن أكون قد انضممت للحزب الحاكم وأكتب هذا المقال تكفيرا عن السنوات التى لم أدخل فيها الحزب الوطنى أو الحزب الحاكم أو حزب الحكومة،لكن الحقيقة أبعد من هذا بكثير فالعنوان لا يحمل أى نوع من أنواع السخرية أبدا وأيضا لولم يكن فى مصر إلا الحزب الوطنى فلن أدخله ليس اعتراضا على أشخاصه وإنما اعتراضا على سياسته ومبادئه التى أضاعت مصر..إذن لماذا أشكر وزارة الداخلية والحزب الوطنى وهنا مربط "الفرس" ووزارة الداخلية والحزب الوطنى وجهان لعملة واحدة فالمفروض أن تكون وزارة الداخلية لكل المصريين،كما أن رئيس الحزب الوطنى الذى هو رئيس مصر يجب أن يكون رئيسا للمصريين،وهذا كلام قديم لا يفيد الآن سواء بقى رئيسا للحزب الوطنى أو تخلى عنه فلا فرق ويكفى ما نراه كل يوم من مشاكل أعضاء الحزب الوطنى التى تقدم للمحاكم،لكن بعد خراب "مالطة" ولندخل فى موضوع العنوان أعلاه الذى أقصده تماما دون أى مواربة أنا بحق باشكر وزراة الداخلية والحزب الوطنى لأن من الشجاعة أن تعترف بفضل مخالفيك فى الرأى ولا عيب فى هذا والحزب الوطنى ووزارة الداخلية قدموا خدمات جليلة للعاملين فى الحقل السياسى المحترم وكشفوا زيف الكثير ممن يرتدون ثوب المعارضة وهم فى الحقيقة أدوات ودمى فى أيد وزارة الداخلية والحزب الوطنى يحركونهم كيف شاءوا بدراهم معدودة وهم زاهدون،وكشفت لنا أيضا زيف الذين كانوا يصورون أنفسهم على أنهم حماة الإسلام فى مصر وأشهروا السلاح فى وجوه المصريين حكومة وشعبا وكم قلنا مرارا وتكرارا إن هذا الأسلوب لا يصلح فى مصر لتغيير نظام وكان من يقول هذا الكلام يتهم فى دينه،وإذا بالأيام تثبت لنا أن الأمر لم يكن إلا "لعب عيال" وأن من كان بالأمس يكوّن المجموعات المسلحة لم يكن يقصد إلا المجد الشخصى والشهرة الشخصية،وأينما جاءته شهرته سكت وارتمى فى أحضان السلطة التى كان يحاربها ويصدر لنا المؤلفات التى تناقض بالكلية ما كانوا يقومون به،بل والأدهى والأمر أن منهم من أصبح منظرا وكاتبا من كتّاب السلطة،وفتحت لهم صحف الدولة وفضائياتهم كل الطرق المؤدية إلى شهرتهم،وبهذا تكون وزارة الداخلية والحزب الوطنى قدموا للشعب المصرى أكبر خدمة فى توعية الشباب وتوعية كل الشعب وتحذيرهم من الباحثين عن الشهرة بأى ثمن،بل وتوعية الساسة الذين تصوروا فى هؤلاء خيرا فإذا بنا نجد وهما وسرابا..أعلم أن الكثير ممن يقرأون هذا المقال لا يعنيهم فى شئ،لكن هناك البعض بمجرد أن تقع عيناهم على كلمات هذا الموضوع سيعرفون أنفسهم..هذه فئة،وهناك فئة أخرى كانوا يكتبون المقالات فى صحف لها وزنها وكانوا يشنون الحملات ضد الوزارات السيادية لأنه كان يوجد قائد محترم الكل يحتمى به وكم كان هذا الكل يجل هذا الرجل،ويكتب المقالات النارية والتحقيقات الجريئة،لأنهم كانوا يرون الرمز أمامهم بشموخه فكانوا يتحركون وكأنهم أسود يسيّرون الغابة التى امتلأت بالذئاب وكان "الشعب" يفخر بهم وبين عشية وضحاها حينما غيبت وزارة الداخلية والحزب الوطنى هذا الرمز ووضعوه فى السجن لأنه أراد أن يكون حرا كما خلقه الله وأن يحافظ على المبادئ التى علمنا إياها وعلمها للكثير،لكن بعض الكثير هذا لم يكن مخلصا للفكرة والمبدأ بل كان مخلصا لمجده الشخصى،ومنفذا للأوامر التى تأتيه من الأمن تارة،ومن الحزب الوطنى تارة أخرى وأنا هنا لا أدين الأمن بل بالعكس هذا دوره باعتباره جزئ من الحزب الحاكم ويفعل ما يتصور أنه من مصلحة حزبه ومن أجل هذا أتقدم بخالص الشكر للجهات الأمنية وللحزب الوطنى لأنهم كشفوا لنا من كان متسترا خلف شعارات براقة وقتية لم يستطيعوا أن يستمروا فيها لأنها لم تكن صادقة بل كانت للوجاهة رأيناهم وهم يرتدون ثوب المعارضة فظننا أنهم بحق معارضة وحينما جاء الاختبار الحقيقى رأينا الأقنعة وهى تتساقط ورأيناهم وهم يرتدون ثوب المعارضة المهلهل الذى عرّاهم فى اجتماع فاضح لم يحترموا فيه مشاعر الزعيم المحبوس من أجل كرامتهم ومن أجل حقوقهم ومن أجل حريتهم فإذا بهم يتقولون على الرجل الذى لو كان فى مصر رجلا حرا وشريفا واحدا لكان هذا هو الرجل ولأن الرجال قليل فلا يضير الرجال صنائع أشباه الرجال الغريب فى الأمر أن الذين يفعلون هذا ما زالوا يضعون أنفسهم موضع المعارضة وهذا استخفاف بعقول المصريين،ولا أدرى لماذا لا ينضمون للحزب الوطنى إن قبل بهم أعضاء تحت الاختبار،أو لماذا لا تكون خصومتهم شريفة أوَلا يعلمون أن من علامات المنافق الفجر فى الخصومة وأنا هنا لا أتحدث عن خصومة النظام الحاكم للمعارضة أبدا إنما أتحدث عن خصومة فصيل يكون قد رتب أموره مع الدولة مقابل انقضاضه على رفاقه فى الدرب السياسى وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك هم أهل الريب الجدد ليتهم يعلمون أن هذا المسلك المنحرف هو مسلك الصبيان،وقد يكون من بينهم من يتعامل مع الامر بحسن نية بحجة لملمة الشمل أو لملمة الحزب،لكن ليعلم صاحب هذا الأمر أن طريق جهنم مفروش بحسن النوايا ومفروش أيضا بالكتابة فى صحف الأحزاب الحاكمة ولأول مرة نرى أناسا يدّعون المعارضة ثم يكتبون فى صحف من يعارضونهم أى تناقض هذا،لكن هذا التناقض يكشف لنا حجم المأزق الذى يعيشه المثقف المصرى إن صح التعبير أو العربى الذى أصيب بانفصام حاد فى الشخصية،أنا أقترح على هؤلاء المتآمرين أن يذهبوا إلى طبيب نفسى - بالطبع على حساب من يعملون تحت أمرته – لمعالجتهم من مرضهم النفسى الذى يصل إلى الحقد على المحترمين فنار الحسد والحقد تأكل أصحابها قبل أن تصل المحقود عليه أو المحسود وحتى لا نضع القارئ فى غياهب التفكير لا يسعنى إلا أن أقول لك الله يا مجدى حسين فى خلوتك،وللمتآمرين عليك العار والخذلان .
|
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق