لا أدرى لماذا دار هذا السؤال فى ذهنى وأنا أتابع مثل كل المصريين الحالة الصحية للرئيس مبارك الذى يعالج الآن فى ألمانيا،والحقيقة هذا السؤال سياسى وليس اجتماعى أو من قبيل المجاملات،والطبيعى أن البرادعى يجب عليه أن يزور الرئيس مبارك إذا تم السماح له بالزيارة فهناك احتمالات عديدة حول هذا الموضوع هل طلب الدكتور البرادعى الزيارة وقوبلت بالرفض بطرق دوبلوماسية؟ هل وصل إلى المستشفى وسجل اسمه فى سجل الزيارت،وهل إذا سمح للبرادعى بزيارة مبارك هل سيقول له: "إزيك يا سيادة الريس..صحتك عاملة إيه دلوقت" ورد عليه الريس مازحا: " الحمد لله صحتى زى البمب يا برادعى" وممكن يضيف له الرئيس قائلا: "عارف اللى أنا فيه ده يا برادعى من تحمل مسئولية شعب كل يوم بيكبر ومش مقدر المسئولية - وقد يكون هذا صحيحا -وأنا عاوزك ترشح نفسك يمكن تفوز بالرئاسة وتجرب المسئولية،وأكيد إنت مجربها فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية،وخد بالك أنا عاوز واحد فى حجم البرادعى ينزل الانتخابات سيبك من الناس اللى صوتها عالى" .بالتأكيد البرادعى كعادته لم يرد باعتبار أنه فى زيارة اطمئنان على صحة من يفترض أنه منافسه،لكن نظراته تقول شئ،وأكيد شعر بها الرئيس فكان جوابه قاطعا عادى رشح نفسك لكن فى ظل الدستور الحالى وهذا ما قلته للإعلام الألمانى حينما سألنى هذا السؤال،وأردف الرئيس قائلا: لكن إيه حكاية بطل قومى على فكرة يا برادعى وأكيد حينما يخاطب الرئيس أى واحد من الشعب سيناديه باسمه مجردا وهذا عادى جدا أولا لأن الرئيس أكبر من الدكتور البرادعى بقرابة 15 سنة ثم هو رئيس البلد حتى لا يتصور أحد أن الرئيس حينما يقول له يا برادعى هى إهانة لا سمح الله المهم لازم تعرف إن كل مصرى عندى هو بطل قومى فهذه مسألة محسومة،وكل ما يحاول أن يخرج الدكتور البرادعى من موضوع الرئاسة ويقول له يا معالى الرئيس أنا لم أحضر لأناقش هذا الموضوع لقد أخجلتنى،لكن أعتقد أن الرئيس مبارك وكما صرح الطبيب المعالج له أنه كان يتحدث معنا بروح عالية ويلقى علينا النكات لا شك أنه سيقول "نكتة" للدكتور البرادعى حتى لا يشعره بالحرج ومن خلالها يؤكد أن المرض،أو الموت شئ طبيعى ويحدث للرئيس والخفير،ومعروف أن الرئيس المصرى كان طيار ومثل تلك الأمور لا تهزه هكذا يريد أن يقول له،الذى جعلنى أن أتخيل هذا الحديث هو حالة الصمت التى أصابت الشارع المصرى عقب سفر الدكتور البرادعى إلى ألمانيا والذى تصادف وجوده هناك فى زيارة مبارك إلى ألمانيا وهذا الصمت يطرح أسئلة كثيرة فى ظل أوضاع مليئة بمفاجأءات قد تحدث على سطح الساحة السياسية عاجلا أو آجلا وكأن الحراك السياسى مرهون بأشخاص،وربما لو كنت مكان البرادعى لقمت بزيارة الرئيس مبارك الذى أعارضه بكل ما أوتيت من قوة،بل كنت أول من هتف بسقوط مبارك فى مصر كلها لكننا كمصريين أهم ما يميزنا عن غيرنا من شعوب العالم أننا ننسى خلافاتنا فى حالة المرض أو الموت وبمجرد رجوع العافية إلى صاحبها نبدأ فى فض الهدنة المؤقتة بسبب الظروف الطارئة هذه هى أخلاق المصريين مع الكبار والصغار،وربما هذا السؤال الذى طرحته عن زيارة الدكتور البرادعى للرئيس مبارك تجيب عنه مذيعة المفاجاءات الإعلامية الذكية جدا جدا "منى الشاذلى" التى لم تخرج فى برنامجها فى حلقة السبت 6/3/2010 فهل يا ترى كانت فى زيارة خاصة لبلد بعيد لتتابع الأحداث عن كثب لتأتى لنا بكل جديد ربما يكون هذا صحيحا وربما لا،ومنذ الآن وحتى انتخابات الرئاسة المقبلة سنشاهد على فضائيات مصر المستقلة والحكومية الكثير من القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال،ولا أملك إلا أن أقول حمى الله مصر من كل مكروه نعلمه ولا نعلمه..أنت وحدك الذى تعلمه يا رب العالمين ومدونة لقمة عيش تتمنى الشفاء للجميع.
|
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق