2 برنامج البيت بيتك ماذا يعنى للدولة ؟

شيخ الأزهر فى البيت بيتك وهو يستدل بأحد مؤلفات الشيخ الغزالى رحمه الله

*****************

لست من هواة مشاهدة برامج التلفزيون المصرى بكل قنواته نظرا لتاريخه المعروف لدى المشاهدين بعدم حياديته وموضوعيته ولا هم له إلا تلميع وجه النظام المصرى وحتى تلك اللحظة لم يفلح فى مهمته فالواقع الذى يعيشه المواطن هو المقياس الحقيقى لأى دولة،وليس الفبركة الإعلامية الموجهة،لكن بالأمس جاءنى ابنى الصغير"حماس" ليوقظنى ويبلغنى أن شيخ الأزهر سيكون بعد قليل فى برنامج البيت بيتك وهو يعلم أنى مشغول بتلك القضية المثارة حول النقاب ومنعه والحق أقول أنى قمت وقبلت الولد فلم أكن أتصور أنه يعى مثل هذا الأمر فهو فى الصف الرابع الابتدائى العام وليس الأزهرى وبالفعل قمت من نومى اللارادى حيث ألمت بى وعكة صحية ألزمتنى الفراش حتى تاريخ كتابة تلك الكلمات،لكن برنامج يكون فيه شيخ الأزهر حتما سيكون عن موضوع الفتاة التى سخر منها الشيخ ووبخها الأمر الذى نفاه شيخ الأزهر فى البرنامج وهذا ما تعودناه من فضيلته حيث يقول الشيخ كلاما ثم ينفيه رغم أن الذى قاله لم ينشره أحد غير ذى صفة بل تم نشره من صحافى كان يرافقه وأكد ما قال،لكن معروف تاريخ شيخ الأزهر مع الصحافة والصحفيين كل ما سبق ليس بالهام أو المهم،لكن الذى أريد أن أصل إليه هو تركيبة البرامج التلفزيونية الرسمية،ولماذا لم يخرج سيخ الأزهر على الهواء مباشرة ليقول ما قاله فى التسجيل المنزلى..أريد أن أفهم فقط هل مثلا قام الأستاذ محمود سعد بالاتصال مباشرة بمكتب شيخ الأزهر وقال له أنا محمود سعد مقدم برنامج "البيت بيتك" أريد من فضيلتكم بعض الوقت للتسجيل حول ما أثير عن فضيلتكم فى زيارتكم لأحد المعاهد الأزهرية..فقال له فضيلته تفضل أنا فى انتظارك،أم أن هناك جهات أخرى هى التى وجهت البرنامج والضيف لعمل تلك المقابلة التى أدانت الشيخ ولم تبرئه مما قال أو فعل وأنا لا يهمنى إذا كان النقاب عادة أو عبادة،لكن يهمنى أن يكون شيخ الأزهر فى تعامله مع تلميذاته قدوة،ومن شاهد اللقاء كاملا سيشعر بأن فضيلة الإمام الأكبر كان يريد إرسال رسالة وهى تكراره أن النقاب ليس عبادة وفى نفس الوقت لا يمانع فى ارتدائه فى أى مكان فيه رجال وكأنه يريد أن يمسك العصا من المنتصف فهو يعلم أن كثيرا من مشايخ زملاء له معه فى الأزهر وقد يكونون فى مكتبه لهم زوجات يلبسن النقاب ولا يريد أن يخسرهم كما أن له أصدقاء من دول أخرى يعتبرون النقاب من أركان الإسلام ولا يريد أيضا أن يخسرهم،لقد ظهر الإمام الأكبر ورغم أن اللقاء لم يكن مباشرا بل كان مسجلا،لكنه ظهر مرتبكا لدرجة أنه وهو شيخ الأزهر استدل بمؤلفات الشيخ الغزالى رحمه الله،وكأن فضيلته غير واثق من فتواه أو وجهة نظره،الغريب فى الأمر أن اليهود يبذلون قصارى جهدهم فى هدم الأقصى ولم نسمع سؤالا عن قضية الأقصى وكأن موضوع النقاب أهم من المسجد الأقصى،بل لكأن هناك أمرا مبيتا للتغطية على ما يحدث فى الأقصى وتغييب الأمة عن القضايا الهامة والملحة،وربما يكون عدم خروج شيخ الأزهر على الهواء مباشرة له صلة بموضوع الأقصى فالمذيع حينما يكون على الهواء نجده غير هذا الذى يكون فى منزل أحد الضيوف ليسجل معه ومن ثم المونتاج،وما أدراك ماالمونتاج كم كنت أتمنى من شيخنا الكريم أن يكون للأقصى مكانا على أجندته،وإذا كان منصبه الرسمى يمنعه من مناصرة الأقصى فعليه أن يتخذ من المستشار الخضيرى القدوة ويتقدم باستقالة من منصبه ويتفرغ لنصرة الأقصى فمؤلفات الشيخ طنطاوى قبل أن يتولى منصب الإفتاء كانت رائعة ولا نريده أن يقول أو يتمثل بأكثر مما قاله فى رسالته التى نال عليها "الدكتوراه" بنوإسرائل فى القرآن فهل يستيقظ شيخ الأزهر من ثباته العميق وينتفض من أجل الأقصى بدلا من انتفاضته ضد النقاب،والسؤال الذى يطرح نفسه ماذا يعنى برنامج البيت بيتك للدولة،وماذا تهنى تلك السرعة والأسبقية فى المقابلة ونشرها هل لأن الدولة شعرت بأنها تورطت وتريد أن تقوم بضربة استباقية لإجهاض أى ردة فعل .. الأيام القادمة حبلى بكل جديد داخليا وخارجيا وتلفزيونيا .