ردا على أحد البيانات التكفيرية لـ 22 عالما سلفيا سعوديا
******
فى فترة من فترات مصر التى ليست بعيدة كان هناك من يسهل عليه كلمة التكفير وكل من يخالف أحدا فى الرأى كان أسهل اتهام للآخر هو الكفر وظهرت جماعات كان كل همها التكفير وكانت لا تفرق بين حاكم ومحكوم فالحاكم كافر والمحكومين كفرة والغريب كافر والقريب كافر وكأنهم قد أخذوا توكيلا من رب العالمين بإدارة شئون الكفر والإيمان ، بل وصل الأمر ببعض الجماعات أنها حملت السلاح ضد الدولة وضد الشعب وإذا اعترض أحد على أسلوبهم فهو مشروع استهداف إمّا فكرى أو جسدى وتصدت الدولة بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب وأصبح شعارها عنفا بعنف وكفرا بكفر والبادى أظلم وخرجت الأفلام التى تنتقد ظاهرة التكفير والعنف وانتفض الأزهر ضد حملة التكفير التى انتهجها البعض وخرجت برامج تلفزيونية موجهة مثل برنامج " ندوة للرأى " التى كانت تعقد لمواجهة أو مناقشة " المتشددين " خلف الأسوار أو الذين كان يعتقد أنهم متشددون ، لكن الأيام أثبتت أن الموضوع كان " لعب عيال " بدليل التراجع الذى حدث من البعض بطريقة تدعو للريبة ومنهم من لجأ إلى محاباة الحكومة بل وكتب فى صحفها ، وسابقا وحاليا كان كله باسم الدين وانتهت تلك الحملة التكفيرية التى انتهجها البعض دون روية أو دراسة أو حتى النظر لعواقبها وكانت مرجعيتهم كتب صفراء وفتاوى عفا عليها الزمن والحمد لله توقفت تلك الهجمة التكفيرية بعد القبضة الأمنية الشرسة التى اتبعتها الدولة علما بأن الأمور تطورت إلى الأسوأ حكوميا يعنى لو كانت الحكومة كافرة بالمفهوم السابق كما بينه لنا البعض فهى الآن أشد كفرا ونفاقا لو أخذنا بالقياس التكفيرى ويكفى محاصرة غزة لتكون سندا قويا لهؤلاء ، لكن الحمد لله أن البعض ترك نظرية التكفير ، إلا أن هناك نغمة سائدة فى الفضائيات الدينية وهى تكفير بعض المنتمين إلى مذاهب أخرى وهذه المرة بمساندة الدولة معنويا فالذى كانت ترفضه الدولة من قبل أصبحت الآن ترعاه حتى وإن لم تظهر فى الصورة لكنها سهلت وألمحت وشجعت لهذا التكفير واتهام الآخرين بالخروج عن الإسلام لأن لهم رأيا أو اجتهادا فى مسألة ما وللآن لم يتفق المسلمون على توحيد رأيهم فى أى قضية باستثناء قضية التوحيد بمعنى أن " الله واحد وأن محمدا هو رسول الله " وأغلب قضايا المسلمين مختلف عليها بحجة اختلاف أمتى رحمة ، لكن البعض جعل من اختلاف أمة محمد نقمة أو الاختلاف حسب المزاج على نظرية " إذا كانت بينى وبينك فأقل الماء يطهرها " وربما الدولة غير منتبهة لخطورة ما تقوم به من مساندة غير مباشرة لهؤلاء الذين لديهم قصر نظر فى توجهاتهم ، فهذا الاتجاه سيجعل الآخرين يطرحون أسئلة فى قضية الولاء والبراء فمثلا ماذا لو طلب من هؤلاء إسقاط تلك الآيات على الذين يساندون اليهود "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ " ، "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين " ، " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " وتلك الآية تحديدا تجعلنا ننظر إلى هؤلاء الذين يقرأون القرآن على طريقة " لا تقربوا الصلاة " فهذه آيات بينات قد وضحت لنا من هم الأولى بأن نسلط الضوء عليهم ونبين تواطئهم ضد مصالح الأمة وهم حكام الأمة الذين ارتموا فى أحضان أمريكا واليهود وينفذون أوامرها ويتبعونها شبرا بشبر ولو دخلو خندقا فى غزة ليهدموه دخلوه معهم ليتأكدوا أنه هدم على رؤوسهم، لكن المؤسف له أن مشايخنا الكرام تركوا التنقيب عن معنى تلك الآيات البينات وراحوا يبحثون لنا عن مصحف فاطمة عن قرآن الشيعة وكأنهم يريدون سبقا صحفيا .. راحوا يخلقون لنا عدوا وكأنهم قد انهوا عدواتنا مع اليهود والأمريكان ، فإذ لم يتم غلق باب الفتنة السنية الشيعية وتلك الحملة المنافقة التى ليس لله فيها نصيب بل كلها للشيطان أقول إذ لم تتوقف تلك الحملة فلا تلومن إلا أنفسكم وهذا سيضع كل الأطراف فى حرج شديد .. فحتما سيضع علماء الدين الذين يشهرون سلاح التكفير لمن خالفهم الرأى إذا تورطوا فى قضية الحاكمية وموالاة الكفار والمشركين ومساندتهم فى حروبهم ضد المسلمين ، والدولة ستكون فى وضع أشد حرجا لو أن عالما أراد أن يحفظ ماء وجهه ويقول الحقيقة فهل يا ترى الدولة ستحاكمه وتتهمه بالتكفير ومن ثم اعتقاله وتقديمه لمحاكمة عسكرية وينقلب السحر على الساحر ، ومصر لها تجربة رائدة فى عملية مساندة فريق على فريق آخر لم تكن فى صالح أحد فالدولة .. أى دولة لا أمان لها فالسياسة كل يوم فى شأن فعدو الأمس يوما ما سيكون صديق اليوم والعكس فاحذروا يا دعاة الفتنة ولا تكونوا كرجال الأعمال الذين ظنوا يوما ما أنهم فوق القانون فإذا بهم فى الزنازين ليست زنازين من أجل كلمة الحق بل هى زنازين الغرور والنفاق فهناك من يظن أنه محمى أمنيا أو حكوميا وهو لا يدرى أنه شعار مرحلة فقط بمجرد انتهائها ستنقلب عليه الدولة ومن يريد أمثلة آتيه بها ، لكن أخاطب أناس أذكياء ، ومن يتمعن فى قضية موسى والفرعون فى القرآن الكريم يرى عجبا حيث تكاد تكون الأمور متشابهة ، لكن لدينا علماء ينظرون بعين واحدة عين ترى كل الأخطاء إلا خطأ الحاكم وكأنه معصوم فى حين أنهم يحاربون كل من يدّعى العصمة ، لكنهم جعلوا للحاكم عصمة ليست لرسول .. بعد كل الجرائم التى ارتكبها حكام العرب ضد شعوبهم ثم يصفونهم بولاة أمورنا وياتى أحد المعلقين ويقول : " هب أنه هناك حظر أمني للتكلم في بعض المواضيع، فهل نغلق القناة ونمنع الناس من العلم... أي منطق سقيم هذا يا صاحب المقال؟! " كنت أتمنى أن يخبرنى صاحبى عن تلك المواضيع التى عليها حظرا أمنيا ثم يسأل فى استنكار عن منع القنوات الدينية التى تعلم الناس .. ماذا تعلمهم ؟؟! تعلمهم الخنوع والرضا بالظلم تعلمهم سياسة المشى جنب الحيط لم نرهم مرة واحدة ينتفضون من أجل قضية داخلية أو خارجية إذا كان هذا المنطق سقيم فالأسقم منه أن نعيد ونكرر فى أشياء امتلأت بها الكتب والمجلدات ولم يأتوا بجديد فى الفقه ، لكنهم اصطنعوا فقها جديدا فقه شرعنة التزوير والتلفيق فالذين لا يتحدثون ولو لمرة واحدة عن تزوير الانتخابات التى تأتى ببعض المحاربين لشرع الله تارة وللمصفقين لقوانين قمع الحريات تارة أخرى هم يؤكدون على صحتها وإن صلوا وصاموا وقصروا دشاديشهم وأطالوا لحاهم كم أنت مسكين أيها العالم العربى والإسلامى فالبعض استغل فيك ذاكرتك الضعيفة ، لكنى سأذكركم جميعا يوم أن كان الجهاد الأفغانى ضد المحتل الروسى كيف كان علماء الأمة فى ذلك الوقت وكيف كانت فتواهم وكم كانوا يمدحون المجاهدين ويطلقون عليهم ألقابا لم تكن تطلق إلا فى بدر وأحد بل هناك كتبا طبعت مثل كتاب آيات الرحمن فى جهاد الأفغان وكانت كلمة الجهاد هى عنوان المرحلة والسؤال الذى يطرح نفسه .. هل هناك فرق بين الاحتلال الروسى لأفغانستان والاحتلال الأمريكى والغربى للعراق وأفغانستان ؟؟ هذا سؤال أطرحه لكل شيخ يخرج على فضائية دينية ولكل العلماء الذين يتحدثون الآ، عن الشيعة والسنة فإن كانت الإجابة بأن هناك فرق فليقولوه لنا حتى يميز الخبيث من الطيب ، وإذ لم يكن فرق فما هو ثمن سكوتكم ؟؟ ! وسؤال آخر هل صحيح أن انتفاضة العلماء فى وقت الجهاد الأفغانى لم تكن لله بل كانت أيضا لأمريكا التى كانت تريد إزاحة وزعزعة الاستقرار الشيوعى فى المنطقة فلم تجد إلا الإسلاميين ليقوموا بهذا الدور وأنا أميل إلى هذا الرأى ، بل الواقع يؤكده فقد كان فقهاء السعودية ومصر يقولون كلاما غير الذى نسمعه الآن بالمرة لأن الأوامر كانت تأتى من البيت الأبيض بضرورة فتاوى مساندة الجهاد فى أفغانستان وأنا لست مع أوضد لكنى أرصد واقع كان وما زال فى المنطقة فالذين قالوا سابقا عن الذى يحدث فى أفغانستان هو جهاد هم أنفسهم أو من مدارسهم الآن يسمونه إرهابا وكله باسم الدين فأى الفريقين نصدق إن كنتم تعقلون ؟! هذا يجعلنى أسأل ماذا لو ضربت أو احتلت مكة لن يكون رد الفعل إلا ببعض المظاهرات وسيخرج علينا مشايخ الفضائيات ليحملوا الشعب مسئولية احتلال أو ضرب مكة وسيخرج علينا حكام الزمن الغابر أننا سنرفع الأمر إلى مجلس الأمن والدليل على ذلك أن احتلال المسجد الأقصى كما هو وليس هناك فرق بين الأقصى ومكة أو المسجد الحرام ، فما الذى يمنع علماء الأمة من رفع راية الجهاد من أجل المقدسات والدول المحتلة ؟؟! أخبرونى بالله عليكم ، وخير لى أن أكون سطحيا وساذجا من أن أكون مجاملا على حساب الحق وغدا سيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون .
|
|
1 التعليقات:
الأخ العزيز أبو المعالى
و الله لقد كتبت ما أوجع و قلت ما أخرس و سألت ما أعجز عن الجواب
المشايخ و اللحى و الدشاديش التى إبتلينا بها على شاشات الفضائيات الممولة من الأنظمة الفاسدة الظالمة و هذة الفضائيات أشد ظلما و أكثر فسادا أما مشايخنا الكرام فهم أول من شجع على الظلم و لم يقولوا قول الحق فى وجوة السلاطين الجائرين أليس هذا هو حد\يث رسول الله أم أن الأحاديث فقط التى تتحدث عن الطهارة و الصيام و الغيبة و النميمة و فقة النساء ( مع شديد إحترامى لكل أبواب الفقة ) أليس هذا بحديث فى صحيح البخارى و مسلم يا علمائنا غضبة لله نرجوكم يا علمائنا أليس منكم سعيد بن جبير يا علمائنا أليس منكم العز بن عبد السلام يا علمائنا أليس منكم بن تيمية الذى دفع ثمن قولة الحق كثيرامن حريتة أياما طوال فى السجن أم أنكم أخذتم على جو المكيفات الباردة و الهواء النقى فى الإستوديهات الفارهة الفخمة و السيارات الفور باي فور أريد أن أرى أو يرجع ذلك الزمن الجميل أيام كان يقف العالم بباب السلطان فمن هيبة العالم و تأييد الله له يرتعد أعتى السلاطين إجراما رحم الله الشيخ الشربينى الذى مد رجلة فى باحة الأزهر و عندما جاء الملوك و الرؤساء و الإنجليز لم يثنى قدمة بل إسترسل فى درسة و لما أرادوا أن يشتروة بعثوا لة بالمال الغزير فقال لرسولهم من يمد قدمة لا يمد يدة أليس منكم من لا يمد يدة و يمد قدمة يا مشائخنا يا رب سترك ............
و الله من وراء القصد
إرسال تعليق