مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

السبت، 30 مايو 2009

0 كلام فى المليان

طرأت علينا فى مصر بعض المستجدات التى لم تكن فى أسلافنا وكنّا نقبلها لو أنها تمر بدون منغصات وهذا لن يكون بالطبع فمنذ سنوات كثر الحديث عن مسيحى يدخل الإسلام أو مسلم يتنصر أو محاولة البعض استمالة هذا أو ذاك إلى دين ما وربما يكون هذا أوذاك لا صلة له بالدين أو يكاد لا يصلى ولا يؤد أدنى واجبات دينه ، ونجد مشكلة تحدث مثلا بين أسرتين لأن أسرة قامت مثلا بإلقاء الماء أمام منزل الثانى ، وهذه الحادثة تحدث كل يوم فى مصر وتمر ببعض تراشق الكلمات النابية وتنتهى بمجرد أن يصمت أحدهم عن الكلام إلى هنا والأمر طبعى جدا ، لكن تكون الكارثة والمصيبة حينما تكون المشاجرة بين أسرتين يختلفان فى الديانة وبسرعة البرق نجد تحويل مفاجئ لتلك المشاجرة وتغليفها بغلاف طائفى ونجد الخبر ينتشر كالنار فى الهشيم وهناك من يتلقف تلك الأخبار بترحاب شديد وتكون الحجة القاتلة أن مسيحيا يريد أن يؤثر على شاب أوفتاة مسلمة للدخول فى دينه أو أن مسلما يريد أن يؤثر أيضا على فتاة أوشاب مسيحى للدخول فى دينه ، وأتحدى أن يأتينى أحد بواقعة حدثت مثل تلك التى نتحدث عنها يكون طرفاها لديهم أدنى ثقافة دينية مسيحية كانت أو إسلامية ، لكن أغلب هؤلاء الذين يتصدون لتلك النوعية من المشاكل إمّا أن يكونوا من محبى الشهرة على حساب الوحدة الوطنية وإمّا أن يكونوا من ذوى النوايا السيئة والمدفوعين بأوامر من جهات لاتريد الخير لمصر ومسألة الدين والإيمان تركها الله إختيارية فى الدين على الأقل فى الدنيا ، ولست مع ممن يقرأ قول الحق سبحانه " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " وكأنها رخصة للكفر أو الارتداد دون عقاب ولا يكمل الآيات التى بعدها وهى " إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها " فمن هم الظالمون فى الآية لا شك أنهم الذين كفروا ، ثم على من يقع إثم المسلم الذى ارتد عن دينه ، هل سيقع على فلان أو علان إنما يقع على ولى الأمر الذى يحكم البلاد ولنا فى أبى بكر الصديق رضى الله عنه القدوة فى ذلك حينما قال قولته المشهورة : " والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه حتى يؤدونه أو أهلكـ دونه " والقضية هنا ليست فى عقال بعير أو لجام فرس ، بل فى قضية من أخطر قضايا الأمة وهى قضية الحكم وكيفيته ومن هو الأجدر بها ولذلك أعجب كل العجب فى المعارك الفقهية والفتاوى التى تصدر من علماء الدين فى قضايا خلافية وفرعية وتركهم لأخطر قضية هى قضية الحكم ، فإن كان لدينا حكم إسلامى فلن نجد تلك السفسطة البيزنطية مثلا حول موضوع فوائد البنوك وهل هى حلال أو حرام ثم يضحكون علينا بموضوع البنوك الإسلامية وكأن ما يطلق عليها البنوك الإسلامية تتعامل مع الملائكة ولها بنك مركزى خاص يقوده أحد ملائكة السماء ، المصريون بسطاء وسهل جدا أن يضحك عليهم ضاحك من هنا أو هناك لذلك يجب على الجميع التحرى والدقة فى القضايا التى تمس الأديان ومن قديم الزمن والمصريون لا يعرفون هذا النوع الدخيل علينا من الفتنة بل فى بعض الأماكن وأغلبها لا تستطيع أن تفرق بين مسلم ومسيحى وهذا ما يقلق الحاقدين على مصر فيسعون بكل الطرق لضرب هذا الحصن الأخير فلا يجب أن نساعد مثل هؤلاء يجب على كل مصرى أن يكون جل اهتمامه هو الحصول على حريته السياسية والعمل على وضع دستور يحفظ كرامة الإنسان وأمنه ، وأن يكون رئيس الدولة خادم للشعب وليس سيدا عليهم وقتها فقط يستطيع كل مصرى يعرف ما له وما عليه عدا هذا كله تضييع وقت إلى أن يتم تصحيح مسار مصر الديمقراطى وعلى رأس هذا التصحيح هو تصحيح مسار الحكم فلا تشغلوا أنفسكم بسفاسف الأمور .. فمن يريد أن ينتفض فليكن من أجل انتخابات رئاسية دون تزوير أو توريث ومن ثم كل شئ بعدها هين ، فالسمكة تفسد من رأسها .. هل فهمتم ؟؟!

0 التعليقات:

إرسال تعليق