بين الحين والآخر نجد بروز قضية ختان الإناث من جديد وكان آخرها هذا الهجوم الذى شنه فضيلة المفتى على من يتشددون فى مشروعية الختان واعتبرها المفتى عادة ليس لها علاقة بالدين ، والذى أريد أن أتكلم فيه حول هذا الموضع هو ليس مشروعية الختان أو عدمه ، ولكن هذا التناقض الغريب بين علماء الأمة على أمر ليس بالأهمية أن نناقشه فى ظل ظروف مهينة لأمة العرب والمسلمين ، مما يؤسف له أن الذين قالوا بمشروعية الختان وعدم مشروعيته هم علماء من المسلمين لهم لحى طويلة وعمامات وجلابيب واعتمروا وحجوا بل ويخرجون على الفضائيات والسؤال الذى يطرح نفسه نصدق من من هؤلاء ولماذا نصدقهم أصلا ؟ هؤلاء كل واحد فيهم لديه أجندة سواء كانت خارجية خليجية أو داخلية وكل شيخ قبل أن يصدر الفتوى ينظر إلى من يسترضيهم وبخبث شديد يرسل بعض مخابراته نعم فرجال الدين أصبح لهم أمن دروشة من فصيلة أمن دولة فمثلا يذهب الشيخ إلى دولة كذا الخليجية ويقوم بعمل تقصى عن سيدات تلك الدولة فى إن كنّ مختتنات أصدر فتوى بضرورة الختان وإن كنّ غير ذلك لعن كل المختتنات وبخاصة من علية القوم ولن يصعب عليه أن يأتى بدليل من أى كتاب أصفر سواء كان الدليل مع أو ضد الختان وطبعا كله من أجل لقمة العيش ، ثم دعونى أسأل سؤال خبيث ومكير يعنى أيهما أفضل فتاة مختتنة وجالسة فى البيت لا هم لها إلا أن تتعلم كيف تنكد على زوجها أو فتاة فى الجيش الصهيونى غير مختتنة كانت تخرج فى طلعات جوية لضرب أهلنا فى غزة ، بصراحة عيب على مشايخنا الذين يحبون كثيرا الحديث فى الأمور التى تتعلق " بالجنس " وأنا أتحدى أى باحث إسلامى أو غير إسلامى يقوم بعمل بحث فى فتاوى المشايخ سيجد أغلبها منصبة فى أمور النساء واسمعوا إلى مشايخ أو إلى بعض مشايخ الفضائيات حينما يأتيه سؤال وأغلب الأسئلة من السيدات وكأن هواتفهم نسائية فإذا جاء سؤال خاص بالنساء تجد الشيخ يرغى ويزبد وإذا جاءه سؤال عن تزوير الانتخابات مثلا يقول يبدو أن الخط قد انقطع الخط لا ينقطع إلا فى سؤال سياسى ، لكن عمره ما ينقطع فى سؤال جنسى أنا أنصحكم أيها المواطنون فى بقاع الأرض طالما أنه للآن لم يتفق أصحاب الفتوى على أن يخرجوا فتوى موحدة فأطالبكم بالإضراب عن الأخذ بفتوى هؤلاء وأنا عن نفسى لن أستفتى أحدا من هؤلاء بغض النظر عن صحة فتواه أو عدم صحتها وأنا كرجل مسلم لا أريد أن أكون الشيخ شلتوت يكفينى أعرف من دينى ما يجعلنى مسلما معتدلا ومن عام 48 وفلسطين محتلة وجاءت العراق وأفغانستان وكل يوم من سئ إلى أسوأ وطبعا لو قرأ أحد هؤلاء المشايخ تلك التدوينة سيقول لى أنت سبب عدم تحرير فلسطين لأنه تعود أن لا يناقشه أحد فيما يقول فإن ناقشته فأنت ضده ، وسبب الاحتلال وعدم التحرير هو تناقض الفتاوى وعارفين حكاية جحا لمّا ابنه قال له علمنى الهيافة " يا با " أبوه قال له تعالى فى الفارغة واتصلب ونفس الموضوع فى مشايخنا الكرام يتصلبوا ويتشددوا فى الفارغة يعنى مثلا يجى إيه موضوع الختان مقارنة بموضوع غزة أو مقارنة بموضوع العبّارة أو مقارنة بانتهاك حقوق الإنسان فى مصر وتزوير الانتخابات " اللى تختتن تختتن واللى متختتنش متختتنش " مالكم والنساء دعوهن وهن أدرى بأنفسهن منكم وحينما تأتى سيدة وتسألكم على انفراد قولوا لها بعيدا عنا وبعدين الدكتورة هبة قطب عاملة اللازم بعيدا عن وجع دماغ الفتاوى الختانية طيب أنا أسأل سؤال لجميع مشايخ الفتاوى ولو فيهم شيخ بجد يرد ما حكم الإسلام فى توريث جمال مبارك حكم مصر بعد أبيه ؟ " وعلى فكرة لو أجابوا جميعهم بأحقية التوريث أنا هانتخبه ، لكن هيخافوا كلهم يجابوا إجابات صريحة لماذا ؟ لأن الذى سيجيب فى حيرة من أمره يا ترى هل أجيب بأحقية التوريث ثم لا يحدث يأتى الذى سيكون رئيسا لمصر يعتقلنى ، أم أقول لا للتوريث ثم لا أكمل البرنامج الذى أتحدث فيه وبعدها لا أحد يرانى فى التلفزيون أو أقول إن جمال بن مبارك هو الأحق بالرئاسة لأنه تربى فى بيت الرئاسة ولا يفهم أحد غيره معنى الرئاسة ومن لم ينتخبه ومات مات ميتة جاهلية ولا ضير أن أتحمل بعض الإهانات من المعارضة ، على فكرة أنا بتكلم بجد مش بهزر لأن الفتوى على هذا السؤال ممكن يكون لها تأثير سلبى أو إيجابى ، لكن اللى لازم يعرف رجل الدين أن نظرة المواطن تغيرت تجاهه وشعر بمدى تواطئه مع أنظمة الحكم الديكتاتورية ويحاول مداراة نفاقه بعلو صوته فى أى قضية لا تحتاج إلا للهمس المواطن المصرى حينما يذهب الصباح لشراء الخبز لا يسأل عمّا إذا كان هذا الدقيق مطحون بيد سيدة مختتنة أم لا بالله أسألكم جميعا هل رأيتم رجلا ذهب يتزوج فتاة فسأل أهلها هل ابنتكم مختتنة أم غير مختتنة ؟ وقالوا للمشايخ علمونا الهيافة قالوا تعلوا فى الختان وتشددوا . والخاتنة عندكم فى المسرات .
|
|
4 التعليقات:
انت وغيرك يعلم ان الكلام فى الدين ليس كله مصرح به خاصة فى القنوات الاسلاميه ولكن عند علماء الحكومه حدث ولا حرج نرجوا فهم الواقع المصرى العلمانى جيدا هذا والا غلقت القناه التى تتعدى الحدود
أخى غير معرف
لا أدرى هل معنى أن الكلام الذى غير مصرح به يجعل البعض ينساق حسب توجيه الحكومات ، أنا لم أفهم تعليق حضرتك هل نفهم الواقع ثم نسير حيث يتجه أم نحدد هويتنا ؟ برجاء التوضيح
سعيد عبدالمعطي حسين عبدالمعطي
اسنيت كفرشكر قليوبية
معارض لختان الذكور والإناث وعمري 60 سنة ولم أختن أولادي ذكورا وإناثا
أقول بأن الختان خاصة عادة قديمة من قبل الأديان الثلاثة الأخيرة، ولكن الناس لم يتركوا عاداتهم بل وزادوا بدس وجوبها في كتب الأديان عدا القرآن الكريم، شركا بالله.
والفتوى عموما أصبحت من مصادر شتى لأن الكتب الصفراء مليئة بالمتناقضات، فقضية عذاب القبر مثبتة إثباتا صريحا في صحيح البخاري، ومنفية نفيا قاطعا بتكذيب من ذكره في صحيح مسلم.
وقس عليها كل شيء كالختان تدرج في هذه الكتب الصفراء الملعونة من الوجوب في الجنسين إلى التحريم في الإناث والسكوت عنه في الذكور.
الم يتذكر هؤلاء أصحاب العمائم أن ديننا نبع في الأصل من كتاب أصيل لا يأتيه الباطل من ماضيه أو مستقبله.
أخي إننا لدينا فطرة تأبى على الإنسان أن يضر نفسه فلماذا يضر غيره؟
لنا الله ندعوه مخلصين له الدين أن يزيل عنا هذا البلاء.
والسلام.
الحاج سعيد أحييك على صراحتك وجرأتك وأتفق معك فى بعض ما قلت .
إرسال تعليق