نعم الشكر الجزيل للمحاكمة العسكرية التى حاكمت الزعيم الوطنى مجدى أحمد حسين فقد كانت تلك المحاكمة السريعة بمثابة الفرز الحقيقى للصحافة المصرية المستقلة والمعارضة ، وأيضا لأحزاب المعارضة أو ممن يطلق عليها أحزاب معارضة ، فإذا كانت معركة الفرقان فى غزة كانت بمثابة الفرز الحقيقى لمن هم فى خندق المقاومة ومن هم فى خندق التبعية فأيضا جاءت محاكمة الزعيم مجدى حسين بن الزعيم أحمد حسين لتضع النقاط على الحروف لتكشف لنا عن الزعامات الورقية لبعض أو كثير من صحافى المعارضة وأحزابها أو ما تسمى بالصحافة المستقلة فمجدى حسين يجمع بين الصحافة والمعارضة فهو رئيس لتحرير جريدة الشعب التى خاضت معارك لم تجرؤ صحيفة مصرية فى ذلك الوقت أن تقترب منها سواء كانت مستقلة أو معارضة وهو أمين عام لحزب العمل .. الحزب الذى فجر قضايا مصيرية تهم كل بيت فى مصر فلم تستطع الحكومات المصرية أن تتحمل هذا الحزب ولا استطاعت أن تتحمل جريدة الشعب فصدر القرار احتار البعض فى مصدر هذا القرار هل هو قرار داخلى أم هو قرار خارجى تم تنفيذه بالداخل – طبعا – هو قرار تجميد حزب العمل ومصادرة جريدة الشعب ولعل المتابع فى الآونة الأخيرة هو حجم القضايا التى تم تقديمها ضد الصحافة والصحفيين ، ولعلكم رأيتم أيضا حجم التضامن الذى حدث مع الصحفيين من نقابة وكتاب وبرامج وأحزاب معارضة ، لكن السؤال الذى يطرح نفسه لماذا لم نرى هذا التضامن مع الزعيم الوطنى مجدى حسين ، وما هى حقيقة المعارك التى حوكم من أجلها بعض الصحفيين هل كانت معارك حقيقية أم معارك وهمية ، هل كانت معارك وطنية أم فرقعة إعلامية شدت انتباه القارئ لتحويله عن قضايا أهم ، وأين دور نقيب الصحفيين الذى تدخل فى كل تلك القضايا إلا أننا لم نسمع له صوتا فى قضية مجدى حسين ، وأين قيادات المعارضة التى لا أبالغ إذا قلت أنها تريد إصدار بيان تأييد أكرر بيان تأييد لحبس مجدى حسين لأنها تعلم أن مجدى حسين كثيرا ما يحرجها فهو أكثر أوقاته فى الشارع للتضامن مع كل صاحب رأى أو كل صاحب حق بينما هم فى مكاتبهم المكيفة وسفرياتهم المتكررة إلى دول أوربا ومصلحة الشعب هى بعيدة كل البعد عن أفكارهم اللهم إلا بضع سطور أوجزء من صفحات جرائدهم التى لا يقرأها أحد ، لكن الذى يمنعها من إصدار هذا البيان العلنى هو خشيتها على نفسها من انكشاف فضيحتها أمام الشعب المصرى والشعوب العربية ، وسكوتهم عن هذا الحكم الصادر ضد مجدى حسين هو بمثابة بيان تأييد للحكم ، لكن السؤال الذى يطرح نفسه لماذا هذا الصمت العجيب من صحافى المعارضة والمستقلين وأحزابهم تجاه مجدى حسين هذا يرجع إلى عدة أسباب أن مجدى حسين يتعامل مع الأمور بجدية وليس مجرد – شو إعلامى – وحناجر قوية نسمعها فقط أمام الفضائيات وفى الغرف المغلقة وكثيرا منها يكون بالاتفاق مع جهات أخرى تحدد لها خطوط وعناصر الموضوعات التى تتناولها ، وإلا أين هؤلاء الذين ملأ صراخهم السموات المفتوحة عبر برامج ( التوك شو ) عن الحرية والديمقراطية ولا أدرى عن أى حرية وديمقراطية يتحدثون وأعجب كل العجب حينما أسمع أو أقرأ من يقول أو يكتب أن الحكم الصادر ضد مجدى حسين هو يوم أسود فى تاريخ الديقراطية فى مصر وكأننا نعيش أزهى عصور الديقراطية .. الذى يقول هذا الكلام إمّا أن يريد مجاملة النظام المصرى مستغلا جهل الكثير بالمعنى الحقيقى للديمقراطية وإما أن يكون هو نفسه لا يعرف ما هى الديمقراطية وإذا كان هذا أو ذاك فهو نفاق رخيص على حساب الشرفاء ، فما نعيشه فى مصر لا يمت للديمقراطية بصلة لا من قريب ولا من بعيد بل لا يصل إلى هامش ديمقراطى اللهم إلا إذا اعتبر البعض أن البرامج التى يشاهدها المواطن على بعض الفضائيات لضيوف جاءوا من مفرزة أمن الدولة إلا القليل الذى يأتى – كتجربة – إن سار على نهج البرنامج فبها ونعم وإن تخطى الحدود فقد حرم عليه رئيس القناة أن يظهر فى هذا البرنامج مرة أخرى والشواهد على هذا كثيرة بل وكثيرة جدا .
ليس فقط الحكومة المصرية هى التى كانت متضررة من وجود مجدى حسين على الساحة ويخطئ من يظن هذا ، فقد كانت جهات أخرى لا يسرها رؤية مجدى حسين على الساحة وهى أحزاب المعارضة مكتملة إلا فى بعض الأشخاص من بعض الأحزاب كانوا يرون لا حل فى مصر إلا بطريقة مجدى حسين وهؤلاء الأشخاص قلة ربما عرضهم مجدى حسين لمسائلات حزبية داخلية لأن شخصا قياديا فى هذا الحزب أوذاك استضافه داخل مقر حزبه ، فمجدى حسين كان بمثابة المحرج الأول لكل أحزاب المعارضة فمن قبل تجميد الحزب ومصادرة جريدة الشعب تعرض مجدى حسين إلى محاكمات – نعم هى غير عسكرية – لكنها جاءت على إثر معارك اعترف الذين كانوا يعارضون مجدى حسين أنها كانت معارك حقيقية على رأسها المعركة بينه وبين وزير الداخلية الأسبق حسن الألفى ، والأخطر منها والتى كان كثير من المعارضة يعتبرونها تهور هى معركته وكتيبة الشعب ضد وزير الزراعة الأسبق يوسف والى التى أراد بعض كتاب الصحف المستقلة والمعارضة أن يسرقوها من مجدى حسين ليوحوا للشعب المصرى أنهم هم الذين فجروها ، لكن المصريين أذكى من أن يضحك عليهم صاحب جريدة تعلن عبر صفحاتها للصهاينة ، أو صاحب برنامج يعمل حسب مزاج الحكومة ، ما يحدث من أحزاب المعارضة وصحفها تجاه مجدى حسين يؤكد أن مصر ليس فيها معارضة كما يتوهم البعض وليس فيها صحافة مستقلة أو معارضة ، وما أكتبه هذا ليس استجداء لصحف المعارضة أو أحزاب المعارضة ، لكن هذا فقط للشعب حتى لا يتوهم كثيرا ولا يتصور أن الحزب الفلانى أو الحزب العلانى قادر على أن يغير من الأمر شئ فتلك الأحزاب ما هى إلا ديكور للحكومة المصرية وما هى إلا دكاكين وبقالات متفرعة من الحزب الوطنى مع احترامى الشديد للحزب الوطنى لأنه واضح الخصومة ودوره معروف أمّا الذين يستطيعون التغيير فهم مغيبون خلف الأسوار بمحاكمات عسكرية كنت أتمنى أن لا يكون الجيش المصرى الذى نكن له كل التقدير والاحترام أن لا يكون طرفا فى الصراع السياسى القائم بين الحكومة والشعب .
وحتى لا يتهمنى البعض بالتشائم فلا أستطيع أن أتجاهل مثل تلك المقالات التى تعد – إبرة فى كوم قش – مثل اصطباحة الأستاذ بلال فضل الذى قال صراحة أنه لا يتفق مع أطروحات مجدى حسين ، لكن عدم اتفاقه لم يمنعه أن يقول كلمة حق فى مجدى حسين ، وربما هناك بعض المقالات التى جاءت متضامنة مع مجدى حسين ، لكنها لا تغفر أبدا لبعض الأحزاب التى تنتظر إشارة من قيادة أمنية لتكتب أولا تكتب ، لكن لتعلم يا مجدى أن محاكمتك العسكرية قد وضعتك فى مقامك الحقيقى مقامة الزعامة الحقيقية التى انتزعتها رغم أنف المتآمرين عليك قربوا منك أم بعدوا ، كثير يا " مجدى " يتمنون أن يكونوا مكانك ، لكن الزعامة ليست بالتمنى ، بل الزعامة ما وقر فى القلب وصدقه التحرك الجاد والعمل ، كثيرة هى المواقف التى جعلتك فى مصاف الزعماء التى تجعلنى أفخر أننى جلست معك وأكلت وشربت معك بل وحبست معك ، فلتأذن لى أيها الزعيم أن أعلن افتخارى ( وأتمحك ) فى أننى أعرفك جيدا .. عرفتك قوّالا للحق لا تخشى فيه لومة لائم .. عرفتك مدافعا عن كل ذى صاحب حق .. عرفتك جوّالا للبحث فى قضايا الفقراء ولا أنسى مواقفك مع أهل الدويقة وعزبة محرم وما لاقيت فيه من أذى وجرجرة فى الشارع .. عرفتك مدرسة فى التواضع شجعتنى أن أتجاوز وأناديك مجردا من الألقاب فلتعلم يا ( أبا أحمد ) هناك من الرجال أو إن شئت الدقة فقل من أشباه الرجال من يبحث عن الزعامة بمعارك وهمية ، وهناك من الرجال الحقيقيين تبحث عنهم الزعامة أياما وشهورا وسنين لعلها تجد زعيما حقيقيا تلتصق به .. ها أنت يا مجدى من هذا الصنف الذى تبحث عنه الزعامة فإذا بها تجدك شامخ الرأس واثق الخطى . فشكرا للمحاكمة العسكرية التى صححت أوضاعا كانت مقلوبة . واصبر وما صبرك إلا بالله ، إن مع العسر يسرا ، وجزى الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوى من صديقى .
|
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق