|
مواطن يرفع كلمة مصر صورة من 7/2/2011 |
ربما الوحيد الذى له الحق الآن أن يضرب كفا بكف هو الرئيس المصرى السابق "حسنى مبارك" فربما لسان حاله الآن يقول: "أين الأحزاب التى كنت أضيق عليها فى عهدى يكاد الآن لا يعرفها أحد،وأين الذين كانوا يخرجون فى تظاهرات وكنت أخرج لهم أضعاف أضعافهم من الأمن المركزى لمحاصرتهم" ولعله يقول أيضا وهو معتزا بنفسه: "ألم اقل لكم لو أننا تركنا الانتخابات حرة سيفوز فيها الإخوان المسلمون" هذا هو لسان حال "مبارك" الآن فقد كشفت الثورة أن أحزاب ما قبل ثورة 25 يناير لم تكن إلا ظاهرة صوتية أقلقت النظام ليس لأنها كانت مقلقة..بل لأن النظام كان هشا وعلى رأسه ألف بطحة وبطحة،ولم يستفد أحد من نظام "مبارك" إلا جماعة "الإخوان المسلمون" ليس لأنهم كانوا متواطئون مع النظام السابق كما يتصور البعض..بل لأنهم كانوا يعملون بنظرية "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا" واعتبروا العمل السياسى مشروعا تجاريا بالمعنى الإيجابى للكلمة،والتجارة معرضة للمكسب والخسارة،ولم يتركوا الأمور للعشوائية..بل تعاملوا معها بكل حرفية بما فيها فن ألاعيب السياسة،غيرهم تصور أن الشعب سيحملهم على الأكتاف بعد الثورة لأن أصواتهم كانت عالية مع كامل تقديرى لبعض الأصوات التى كانت تجتهد من أجل دق ناقوس الخطر فى مصر..لكنهم لم يحاولوا أن يقتربوا من المواطن بحجة التضييق الأمنى مما جعلهم يفتقدوا القاعدة الشعبية التى هى الأساس الأول فى بناء الأحزاب،وهذا الفقد لتلك القاعدة له أسباب عديدة أهمها أن البعض لم يحاول مراعاة المواطنين الذين تصوروا قوة النظام فخافوا منه فكان خطابهم أقوى من تصور المواطن،وفى نفس الوقت كان هذا الخطاب القوى هو الطريقة الوحيدة التى يتم إخفاء أسباب فشل الأحزاب أو الكيانات التى كانت موجودة،وهنا يجعلنا نطرح سؤلا لماذا الأحزاب الصغيرة،وكلمة الصغيرة تلك لكل الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية عدا حزب الحرية والعدالة وحزب النور - نظرا لأن تكوين أعضائهما كان أغلبها عملية نقل مصطلحات من السلقية أو الإخوان إلى هذا الحزب أو ذاك لدرجة أن حزب الحرية والعدالة وصل عدد أعضائه إلى أكثر من 350 ألف عضو فى وقت لم يصل إلى العام ونصف منذ تأسيسه حيث تم تقديم أوراقه إلى لجنة شئون الأحزاب فى 18/5/2011 بعدد توكيلات 8400 توكيل - اللهم إلا إذا خرجت أحزاب أقوى وهذا لن يكون فى الوقت الحالى نظرا لعدم التنظيم الدقيق فى الأحزاب حيث تعتمد الأحزاب فى تقديرها للأمور بطريقة أشبه بالعشوائية وبتقارير وهمية وبانضمام أشخاص ليس لهم قبول على المستويين السياسى والاجتماعى،ولأن الأحزاب ضعيفة ولا تستطيع أن تخوض الانتخابات بالنظام الفردى فهم دائما يركزون على طريقة القوائم بحجة أن الطريقة الفردية ستتعرض لكثير من التجاوزات وهذا صحيح..لكن ليس هذا هو السبب الحقيقى،فالسبب الحقيقى هو أن جميع الأحزاب فى مصر - بخلاف ما ذكرنا - تفتقد إلى الشعبية التى توصل 5 أعضاء إلى البرلمان فى ظل وجود انتخابات نزيهة مئة بالمئة،لذلك تجد حزبا مثل الحرية والعدالة لا يهمه أن تكون الانتخابات فردية أو قائمة فهم لديهم الاستعداد أن يدخلوا الانتخابات تحت أى ظرف وبأى نظام انتخابى رغم التصويت العقابى الذى سيحدث ضدهم فى الانتخابات القادمة نتيجة الهجمة الشرسة ضدهم من الإعلام،وفشل تلك الأحزاب الآن ليس لها مبرر بعد زوال الحجج السابقة التى كانت متمثلة فى النظام السابق مع الوضع فى الاعتبار أن هناك بعض الأشخاص الحزبية كانت لهم مواقف نضالية هى التى كانت تحفظ ماء وجه هذا الحزب أو ذاك..لكنها لا تصنع أو تبنى حزبا منافسا فى الشارع السياسى،وهنا لا بد من أن أوضح فى عجالة أنى لا أجامل حزبا معينا ولا أتحامل على آخر كل ما أقوله هو فقط تحليل للحالة الحزبية فى مصر التى لا يريد أحد أن يناقشها داخل أو خارج الأحزاب،وإذا تمت مناقشتها نلجأ إلى التقارير السمعية التى تم وضعها على ورق لتأخذ شكل الجدية،أعلم أن البعض سيغضب منى..لكن لا بأس فالمهم هو تصحيح الأوضاع التى من شأنها التأثير على الأحزاب سلبا أو إيجابا فحينما تتناقض الأحزاب مع نفسها فحتما سيؤدى هذا إلى فقدان الثقة فى تلك الأحزاب،والتناقض أصبح واضحا فى بعض الأحزاب السياسية..لكن هذا التناقض لا أستثنى منه حزبا واحدا فى مصر وكلهم تعاملوا بالنظرية الميكافيلية "الغاية تبرر الوسيلة" وأصبح الكل يتاجر بالدين تارة وبالشعب تارة أخرى،وأصبحت إيران القاتلة للشعب السورى هى رمز التحدى والصمود،وأصبح بيريز هو الصديق الوفى وأصبح الشعب "ملطشة" لكل الأحزاب .
5 التعليقات:
سلم لسانك وصان الله فلمك ورعاك جنديا في الحق لا تخشي في الله لومة لائم وهم كثر والله اني لاعرف اكثر من وصفت قابلتهم في ندواتي ومؤتمراتي واجتمعاتي ولم افتن باحدهم لحظة وهذا من فضل ربي غفر الله لنا ولك ولهم محمد عفيفي الشرقية
نسأل الله لنا وللجميع العودة للحق يا أستاذ محمد
مقال رائع
نسأل الله التوفيق لمصر
نسأل الله التوفيق
سعدنا بالوصول إلى موقعك الجداب، و اشكرك على المعلومات القيمة على الموقع...
Nadia sultan
Arabic inbound Manger
https://arabicinboundmarketing.com/
إرسال تعليق