قبل ثورة 25 يناير كانت الفضائيات الدينية دون استثناء كانت تعمل تحت قيادة مباحث أمن الدولة،وكان أشياخها يتعاملون مع الشعب باعتباره قاصر،وكان يخرج علينا الشيخ من هؤلاء ليعلمنا الأدب،وما كانت تخرج مظاهرة هنا أو هناك حتى كانت تخرج تلك الفضائيات بتحريم المظاهرات،وكان أحد أشياخ تلك الفضائيات دائما يقول لنا لا بأس من الانتقادات ولكن بأدب ولم يضع لنا "كتاولوجا" لهذا الأدب،ولم نسمع كلمة حق واحدة من أشياخ تلك الفضائيات طيلة وجودها فى ظل حكم "مبارك" وكان أحد أشياخها أيضا يحرض النظام السابق على قتل المعارضة واعتبرهم خوارج،وكنت أظن أنه بعد ثورة 25 يناير ستدخل تلك القنوات التى كانت فى الأصل تجارية ستدخل مرحلة النضج الإعلامى فتصورت تلك القنوات أنها ستدخله من باب السياسة فقامت بتقليد القنوات الأخرى صاحبة الباع الطويل فى "المهنة" وما يقبله المتلقى من القنوات الأخرى من دس السم فى العسل لا يمكن أبدا أن يقبله من قنوات تقول على نفسها أنها قنوات إسلامية فراحت تنغمس فى برامج سياسية على منهج "سمك،لبن،تمر هندى" وأصبحت البرامج التى كانت محرمة عليهم فى عهد النظام الذى كانوا يساندونه أصبحت تنافس برامج المحور ودريم،وغيرهم من القنوات ذائعة الصيت،واكتشف الملتقى أن شيوخ تلك الفضائيات لم يختبروا اختبارا حقيقيا فى البرامج السياسية،وإذا ما أردت أن تنتقد واحدا منهم قالوا لك: "إحذر لحوم العلماء مسمومة" حتى تحولت تلك القنوات من المتاجرة بالإعلانات ورسائل المحمول - التى كانت تحتوى على ألفاظ فى بعض القنوات لا يمكن قبولها فى قنوات تدّعى أنها قنوات دينية- إلى المتاجرة بالبرامج السياسية شأنها شأن أى قناة أخرى،والذى جعلنى أكتب هذا الموضوع هو الرد القاسى من فضيلة الشيخ "محمد حسين يعقوب" على المذيع الأستاذ "ملهم العيسوى" وكان سبب رد الشيخ هو أن الأخ "ملهم" أراد أن يستوثق من الشيخ "يعقوب" عن خبر نشر عنه أنه كان فى مظاهرة لأنصار "ابوإسماعيل" فى العباسية وأراد المذيع من الشيخ أن يؤكد أو ينفى الخبر فما كان من الشيخ إلا أن اتهم المذيع بالكذب وكأن المذيع هو الذى نشر الخبر فضلا عن هجومه على تكنولوجيا النت الذى يعتبر الشيخ أكثر الناس رواجا عليه،وقد وقع الشيخ فى خطأ كبير..بل وتناقض خطير ففى الوقت الذى يطلب منا الحلم وعدم الغضب فعل هو عكس ذلك تماما وكأنه يريد أن يوجه رسالة لجهات أخرى بأنه لا صلة له بالأحداث وهم الذين من قبل كانوا يؤيدون "حازم أبو إسماعيل" وانقلبوا عليه ولم يستطيعوا رده إلى صوابه،وما كان من صاحب قناة الرحمة إلا أن اصدر قرارا بمنع البرامج السياسية من القناة وتلك ردة إلى ما قبل الثورة لأنهم يعلمون أن البرامج السياسية ستوقعهم فى حرج فضلا عن أنها ستطيح باحترام الناس لهم ليس لأنه لا يستحقون الاحترام "أستغفر الله" ..لكن لأن السياسة لها مجالها ولا أحد فوق النقد فى السياسة مهما علا شأنه،وكثيرا من الناس الذين كانوا يؤيدون المرشح المستبعد "حازم ابوإسماعيل" انفضوا عنه بل وسلقوه بألسنة حداد واعتبروه هو وراء ما يحدث من أزمات فى مصر الآن،وأعرف أناس كثيرون أيدوا حازم أبوإسماعيل لأنهم اغتروا بالملصقات على الحوائط وببرامجه على التلفزيون وبالدعاة الذين كانوا يخطبون فى الناس ويتحدثون عن الرؤى والأحلام التى رأوها كبشرى للشيخ حازم،وهناك قنوات فضائية دينية برامجها مثل "قعدة" المصطبة لت وعجن وشتائم وتناقضات ونفاق للمجلس العسكرى على حساب بعض الثوار،وأحد مذيعى تلك القنوات ينام طول النهار ليسهر طول الليل ومعه بعض الضيوف من أجل شتم هذا وسب ذاك بألفاظ لم نسمعها على أى قناة أخرى،وأصبحت القنوات الدينية قنوات "تطفيش" وليست قنوات جذب للمشاهد،فضلا عن أنها غير مدركة للمرحلة التى تعيشها مصر،وتريد أن تمسك العصا من المنتصف وليس لديهم أى برنامج يعتمدونه،وليس أدل من هذا أكثر من الاستقالة التى تقدم بها أحد مقدمى البرامج على قناة الحكمة بعد أن تصور أنه وحده الذى يملك الحقيقة،وبعد أن انحرف عن خط القناة التى كانت مكلفة بالهجوم على المذهب الشيعى،وفجأة اصبحت قناة سياسية،فلم يفلح مقدمها فى هذا ولا ذاك ومن ثم تقدم باستقالته غير موضح للاسباب الحقيقية لاستقالتهوخرج باكيا ومعتذرا للكثيرين وكان أولى به أن يعتذر لشخصية استضافها فى قناته ودبر له بعض المكالمات التى تهاجمه لأنه سافر إلى دولة لا تتفق مع مزاج مقدم البرنامج،والضيف لا يريد اعتذارا من أحد فقط أردت أن أبرهن على مدى سذاجة القنوات الدينية وبخاصة بعد الثورة،ليتهم يتعلمون أن لكل مهنة أصولها وليس بالتقليد وحده يكون الشيخ إعلاميا.
|
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق