|
أكلت يوم أكل الثور الأبيض |
مؤلفوا القصص والروايات لا يؤلفونها للتسلية فقط أو يجعلونها حواديت ما قبل النوم..لكن أعتقد أنهم يصيغونها فى عبارات منتقاة تهدف إلى أخذ العظة والعبرة،وكثير منّا يسمع المقولة الشهيرة التى تجرى على الألسنة وربما يغيب عن الكثير المعنى الحقيقى وراء تلك المقولة الشهيرة وهى: "أكلت يوم أكل الثور الأبيض" ولو أن الجماعات والأمم - وبخاصة أمتنا العربية والإسلامية - عرفت المعنى الحقيقى لتلك المقولة لما وصلنا إلى تلك الحالة التى جعلتنا نتخطف من حولنا،ولو وضعنا عنوانا بديلا لتلك المقولة العبقرية لوضعنا أكثر من عنوان فمثلا "الاتحاد قوة،يد الله مع الجماعة،تجمعوا ولا تتفرقوا" وكثيرة هى تلك العناوين والعبارات التى تأتى تحت نداء الثور الأحمر،والحق أقول أن هذا الموضوع تمثل أمامى فى ظل هذا التشرذم والتفرق فى موضوع رئاسة مصر،فرأيت تفرقا بين التيارات الإسلامية بعضها البعض،وتفرق بين الإسلاميين عامة وبين التيارات الأخرى من قومية وليبرالية وعلمانية،وهؤلاء جميعا سيتحملون وزر خروج رئاسة مصر من بينهم لصالح من أكل الثور الأبيض،ومن ثم انقض على الأسمر والأحمر،وليعلم الجميع أن القوة الحقيقية هى فى الاجتماع،وأن الضعف والوهن هو فى الافتراق بغض النظر عن أسباب هذا الافتراق،وما أقرب الشيطان وهم يفترقون وما أبعده وهم يتحدون،وما حل الافتراق فى مكان إلا ولزمه الشك والظن،فضلا عن الريبة التى تحيط بأى فعل للمتخالفين،وتلك الريبة هى عنوان المرحلة الآن بعد أن تفرق الجمع وأصبحت المصالح الشخصية والضيقة هى التى تقود الجميع وهناك من يترقب هذا التفرق ويعمل على تغذيته ليستفيد منه من هم أبعد ما يكون عن مصلحة الوطن والأمة،ويخطئ من يظن أن الاتحاد أو الوحدة إنما هى عبارات تنطلق من فضائية هنا أو هناك،أو حتى من مسجد أو كنيسة أو محفل علمى تسبقه أو تعقبه الموائد الفاخرة فالاتحاد والوحدة لا بد لهما من عزيمة ونية صادقة،وصافية،وخالصة،وتوحد وتلاق فى المقصد عندها فقط سيكون الاتحاد الحقيقى الذى ستتحطم عليه الصخور،ولن يستطيع أحد أن ينال من هذا الاتحاد،إن العالم كله شرقه وغربه شماله وجنوبه يقف بالمرصاد مترقب لما سوف يكون عليه الحال فى مصر،والشرق والغرب والشمال والجنوب فيهم وبينهم من لا يريد الخير لوطننا العزيز ,انه يجد بغيته فى تفرق القوم الأمر الذى سيجعل مصر تحت حكم رجل ضعيف تتقاذفه الأمواج وتتحكم فيه قوى خارجية،أو تحت حكم رجل لم يفعل لمصر شيئا بل أهانها فى المحافل الدولية،ولم يقدم لمواطن مصلحة فى بلاد الغير،وقد آن الآوان لأن تجتمع كلمة الثوريين فى مصر من إسلاميين وغير إسلاميين ليتوحدوا من أجل بعث نهضة مصر حتى يخشاها المتربصون بها. إن مصلحة الوطن لا تتحق إلا فى ظل المجموع الذى خرج فى الخامس والعشرين من يناير 2011 ضد نظام فاسد بكل رموزه الفاسدين الذين يحاولون لملمة شتاتهم وينصرون الباطل ويصورون أنفسهم كما لو أنهم هم الذين عارضوا مبارك .. بينما أصحاب الثورة متفرقون وغير متحدين ويضرب بعضهم رقاب بعض وبخاصة التيار الإسلامى الذى تفرق بشكل ملحوظ ،وأصبحت الرؤية أمامه ضبابية،وكان الأجدر بالإسلاميين فى مصر أن يضعوا الحقائق بين أيديهم وأمام أعينهم وأن يصارح كل منهم الآخر فلا شك أن الصراحة تقضى على الشك ليحل محله اليقين،ووقتها تتآلف القلوب وتلتقى على هدف واحد بعد صفاء السرائر،وإياكم أن يجعل أحدكم قضاء مصلحته عند هؤلاء الذين يريدون أن يسرقوا الثورة إن لم يكن قد سرقوها فمن كان له عند أخيه حاجة فليذكرها أمامه من أجل توحيد الصف،فهناك من أوقعته مصلحته الشخصية فى فخ الارتباك فلم يعد يستطيع تحديد بوصلته فراح يتقلب يمينا ويسارا دون أن يقف على مبدأ واحد،وليعلم هؤلاء أن المتربص بنا يريد أن يأخذ كلا على حده ليفترس الجميع دون هوادة،وهنا لا بد من أن نتذكر هذا المثال الحى الذى جاء على لسان باب مدينة العلم الإمام "على" كرم الله وجهه الذى يروى عنه: أن ثلاثة من الثيران اجتمعوا مع أسد وكانت ألوانهم "أبيض،وأسود،وأحمر" فقال الأسد للأحمر والأسود: إن هذا الأسد الأبيض يدل علينا بلونه فلماذا لا تتركانى أن أفترسه؟ فتركاه فالتهمه،ولما وجد الأسد أن الأمر سهلا فى نظر الأحمر والأسود فنظر إلى الثور الأحمر وقال له إن لونى يشبه لونك فهلا تركتنى أفترس الأسود فلم يبد أى اعتراض فأكله،فخلا الجو للأسد اللئيم ونظر إلى الثور الأحمر الذى كان يعتقد أنه سيبقى عليه لأنه يشبه لونه فقال له الأسد بعد أن نظر إليه بسخرية: لم يبق إلا أنا وأنت،وإنى مفترسك لا محالة فقال له الثور الأحمر: أرجوك أن تمهلنى حتى أصعد الجبل فأمهله ولما صعد الجبل نادى الثور الأحمر من أعلى الجبل: "ألا إنى أكلت يوم أكل الثور الأبيض" .
إن شرا مستطيرا ينتظرنا إن لم نتوحد جميعا فى وجه المتربصين بالثورة،ولنذكر قول الحق سبحانه: "واعتصبوا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"،وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضها بعضا"،وقياسا نقول مع فارق التشبيه: "الثورى للثورى كالبنيان يشد بعضه بعضا"،أوهكذا يجب أن يكون.
2 التعليقات:
بسم الله ..... و الحمد لله و الصلاة على رسول الله
السلام عليكم أخى الحبيب .......
حينما كنت أقرأ ما تصرخ بة فى وجة الثائرين و الإسلاميين على صفحة مدونتك التى حملت عنوان المقال الصرخة أعلاة ((( أكلت يوم أكل الثور الأبيض ))) نظرت إلى أحوالنا التى وصفتها قاصا و صارخا فيما كتبت و أصدقك القول أنة قد تسرب لى قليل من اليأس كثير من المرارة و الألم حينما أطالع واقع ما أراة قياسا على صرخة و نصيحة و رجاء ما كتبت أجد أننا قد نتجة فى فرقتنا إلى أن نصعد الجبل و أخاف أن لا يمهلنا الماكرين ذوو الأنياب أن لا نصعدة إنقضاضا منهم على جسد منهك مزقتة الفرقة و أكلة الخلاف قبل أن يؤكل إفتراسا .... أخى الحبيب إن القلب ليحزن و إن العين لتدمع و إنا جميعا على فرقتنا لمحزونون محزونون ...... ترى هل تجمعنا صرخة منا مدوية قبل أن تفترسنا أنياب وحوش الأرض .................. أتمنى أن نفيق قبل ..... فوات الأوان ............... كتبت ناصحا صادقا مخلصا بارك الله فيك أخى الحبيب
شكرا للصديق العزيز "شريغ جامع" ونأمل أن نتوحد قبل فوات الأوان.
تقبل تحياتى
إرسال تعليق