بعيدا عن حكم العسكريين،وبعيدا عن منصات الإسلاميين،والعلمانيين،والليبراليين،والإبريليين،والسليمانيين،والعمروموساويين،والشفيقيين،والحازميين،والفتوحيين،وحتى العكشاويين نسبة إلى معلم الإعلاميين وفاتح كنوز السليمانيينن توفيق بن عكاشة،وبعيدا عن كل من له صلة بمليونيات التحريريين،والعباسيين دعونى أن ألقى نظرة بعيدة كل البعد عن الحالة السياسية الملتهبة فى الشارع المصرى،ونظرتى ستكون حول الفائدة التى تعم على الإخوة الباعة "الجائلون" الذين ربما هم الفائزون فى مثل تلك المليونيات،فبنظرة سريعة حول مليونية إنقاذ الثورة ليوم الجمعة 20/4/2012 ورغم الأعداد الهائلة التى فاقت المليون ونصف المليون إلا أن أحدا من كل هذه الجماهيرلم يجد مشكلة فى الحصول على المأكولات والمشروبات وحتى الآيس كريم والمثلجات والتسالى كالترمس وخلافه،وبعض الطاولات التى تشبه طاولات موائد رمضان وكان الغالب على الأطعمة الموجودة هو الفول والطعمية والبطاطس المقلية وكله "فريش" طازة مية مية،يعنى إحدى الفتيات أحضرت مطعمها وقامت بعمل كل شئ من بداية البوتاجاز وحتى "تخريط" السلاطة،وليس فقط الفول والطعمية والبطاطس المقلية،فكان هناك من يبيع "الكسكسى" بالسكر المطحون الذى لاقى إقبالا شديدا..لكنه لم يصل إلى حد الإقبال على الوجبة الرسمية للشعب المصرى وهى الفول والطعمية والباذنجان المقلى والبطاطس المقلية،ولم يفت الإخوة الباعة أن يأتوا بالعصير الطازج لتكملة المادة الغذائية السليمة،وفوق كل هذا وذاك هو هذا المشروب الساحر الذى يعدل "النافوخ" وهو مشروب الشاى،والحق اقول إن سبب لفت نظرى للباعة الجائلين الذين وفّروا المواد الغذائية لمئات الآلاف من الجماهير المصرية وبأسعار عادية جدا هو إبعاد التهمة عن أنهم يثيرون المشاكل مع المتظاهرين أو المعتصمين فليس من مصلحتهم إثارة أى مشاكل مع الجماهير..بل بالعكس هم يريدون كل يوم مليونية بغض النظر عن أهدافها وعن الذين قاموا بها فالذى يهمهم فى المقام الأول هو الانتهاء من بضاعتهم التى أتوا بها من بيوتهم،ومحاولة توريط الباعة الجائلين فى إثارة المشاكل مع المتظاهرين هو تغطية للبلطجية الذين يأتمرون بأمر من رباهم يخرجونهم حينما يراد لهم أن يخرجوا لتمرير بعض الأمور التى لا يستطيعون تمريرها فى ظل الأوقات العادية،ويجب تغيير الشعار إلى "الجماهير والباعة الجائلين إيد واحدة" ومن اللافت للنظر طريقة عرض "الترمس" المحفوف بالقلل القناوى والقراطيس المقرطسة التى توحى بعملية تنسيق تسر الناظرين لا سيما وأن الليمون الذى وضع بعناية على أطباق الترمس قد تشجع على التواجد فى الميدان للإحساس بشعور الربيع،ومن هذا المشهد الرائع نجد أن للمليونيات فى ميدان التحرير فوائد اقتصادية جمة حتى لو كانت متقطعة وحتما أصحابها يعلمون أنها لن تدوم ورغم ذلك لم يجد المواطن أى استغلال من الإخوة الباعة فضلا عن الابتسامة التى لم تفارق هؤلاء الباعة رغم سخونة المظاهرات وسخونة الجو،وهنا تتهاوى كل الدعاوى التى أطلقها المتربصون بالثورة حيث اّدعوا أن المتظاهرين يأكلون من "كنتاكى" وهم يعرفون أن الشعب المصرى يأمن على معدته وجهازه الهضمى حينما يأكل الفول والطعمية بالعيش السخن من الفرن البلدى،والذين كانوا يأكلون من "كنتاكى" هم الذين كانوا يخططون لوأد الثورة واهتفوا معى "الشعب والفول إيد واحدة".
|
فول - طعمية - بطاطس وكله سخن وطازة |
|
كسكسى |
|
موائد ميدان التحرير |
|
عصير طازج |
|
جانب من الجماهير فى ميدان التحرير والأعلام المصرية التى زينت الميدان |
0 التعليقات:
إرسال تعليق