4 فى حالة تعدد المرشحين الإسلاميين فسأعطى صوتى لسيدة مرشحة للرئاسة

سيدة بألف رجل

     منذ الحادى عشر من فبراير 2011 وهو اليوم الذى سقط فيه "مبارك" من على عرش مصر،وكان يشغلنى منصب الرئيس المنتظر لمصر،وكتبت أكثر من مقال فى هذا الأمر،وكلما راجعته تراجعت عن نشره لأسباب كثيرة أحتفظ بها لنفسى... لكن بعد أداء مجلس الشعب الذى ما زال يأخذ دور المعارضة،وربما يكون لأول مرة فى تاريخ الحياة النيابية أن يكون مجلسا للشعب بأغلبيته وبأقليته معارضا للحكومة،وهذا أمر جيد لو أن الحكومة من داخل المجلس أما وأن والحكومة مفروضة فرضا على المجلس وعلى الشعب فتصبح معارضة المجلس للحكومة ليست جيدة وليست فى صالح الشعب ..بل هى معارضة من باب حفظ ماء الوجه أمام الشعب،ومعارضة ليست محمودة أقول بعد هذا الأداء الغير متوقع أجد نفسى مضطرا إلى أن أبوح بتخوفى من الرئيس القادم،وبخاصة فى ظل تعدد المرشحين الإسلاميين الذين يتحدثون عن الرئيس الإسلامى وهم أبعد ما يكون عن هذا التصور الإسلامى،وأنا الحقيقة منذ فترة ويراودنى هذا السؤال ودائما ما أطرحه على نفسى ماذا يعنى مصطلح مرشح إسلامى،وعلى أى مذهب فضائى ينتمى وأقصد بالمذهب الفضائى هو مذهب القنوات الفضائية التى أصبحت تروج لبعض المرشحين الإسلاميين على حساب مرشحين إسلاميين آخرين،بل وصل ببعض المؤيدين أن يخرجوا الناس من الإسلام إذ لم ينتخبوا فلان،وكأن المصريين مذاهب وطوائف،وقد ينخدع هذا المرشح أوذاك بأنه جمع التوكيلات المطلوبة مع تحفظى الشديد على طريقة جمع التوكيلات وسأكون حسن النية بأن التوكيلات تم تجميعها بطرق سليمة وبإرادة شعبية خالصة..لكن هل تلك التوكيلات كفيلة بأن يكون المرشح ذات صلاحية للرئاسة،من وجهة نظرى الشخصية إذا استمر وضع المرشحيين الإسلاميين على هذا الحال فلن أعطى صوتى لمرشح إسلامى لعدة أسباب أذكر منها سببين الأول هو هذا التشرذم الذى ظهر به المرشحون الإسلاميون فكلهم يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية فأى شريعة سيطبقون،وسؤالى هذا ليس اعتراضا على تطبيق الشريعة أستغفر الله بل هو اعتراض واحتجاج على عدم الاتفاق على مرشح إسلامى واحد،وهذا يجعلنى أتهم أى مرشح إسلامى استوفى شروط ترشيحه إن هم استمروا فى عددهم الذى وصل إلى خمسة تقريبا أقول إنهم يشاركون فى مؤامرة لصالح مرشح آخر لا نعلمه ..الله يعلمه وهناك من يحرك هؤلاء ومن يساندهم،فليس من المعقول أن يتم تصديع رؤوسنا عن الوحدة الإسلامية،وعن توحد الصفوف،وعن أن يد الله مع الجماعة ثم نجد هذا التناقض الخطير الذى لا يجنو ثماره إلا من سيأتى بثلاثين توقيعا من البرلمان وأظنه لن يكون إسلاميا إلا إذا قام حزب الحرية والعدالة "بتوجيه" من الجماعة الأم جماعة "الإخوان المسلمون" بطرح مرشح لهم،وبذلك يكونوا قد حسموا تلك المسألة وهذا الحسم سيعرضهم لانتقاد شديد من كافة التيارات هذا لأنهم أعلنوا من قبل أنهم لن يرشحوا أحدا للرئاسة من حزبهم أو جماعتهم وليتهم يتمسكون بهذا القرار على الأقل فى المرحلة الراهنة حفاظا على مصداقيتهم ويكفيهم أن يشكلوا حكومة ائتلافية برئاستهم،وظنى والله أعلم أن موضوع الرئيس ليس بالأمر الهين الذى يراه الناس،ومن عظيم رحمة الله بالناس أنه جعلهم لا يرون أو يعلمون الغيب وإلا فكانت الطامة الكبرى على ما يدور خلف الكواليس..لكن الله لطيف بعباده،وحتى أكون واضحا وظاهرا أمام الجميع إذا استمر هذا التناحر الذى يسميه البعض تنافسا أقول إذا استمر على هذا الحال فليس أمامى إلا أن أقاطع الانتخابات الرئاسية أو أعطى صوتى لمرشحة رئاسية أكرر "مرشحة" رئاسية يعنى سيدة بل وسأدعو لها كل من أعرفه،وإذا ظهرت فى مصر سيدة فى حجم السيدة "مارجريت تاتشر" فسأعطيها صوتى وسأساندها لا سيما وأن دور المرأة المصرية فى ثورة 25 يناير فاق دور الرجل لا سيما وهؤلاء الذين يريدون أن يقنعونا بأنهم لم يتحولوا،ولا يتصور أحد أن معركة الانتخابات الرئاسية ستجرى بطريقة الانتخابات البرلمانية،كان يمكن أن تكون هكذا لو كان أداء البرلمان غير هذا الأداء ويكفى أنه لم ينظر فى المادة 28 من الإعلان الدستورى التى يعلم المرشحون جميعا مدى خطورتها على النتيجة النهائية،ولا يتصور أحد أيضا أننى ضد تعدد المرشحين بالعكس أتمنى أن يصل عددهم إلى نصف مليون شرط أن لا يكون فيهم إلا مرشحا إسلاميا واحدا غير هذا فكل المرشحين عندى سواء لا فضل لأحد على الآخر إلا بنتيجة الانتخابات وعلى الإسلاميين أن لا يلوموا إلا أنفسهم إن هم أخفقوا فى تلك المهمة الصعبة فهم الذين يفتتون الأصوات وعليهم أن يحذروا هذا التفتيت وكونوا على قلب رجل واحد حتى يجمع الله عليكم القلوب وإلا فلن يكون الرئيس القادم لمصر من الإسلاميين،وإذا حدث ووصل مرشح إسلامى فانتظروا ما لم يكن فى الحسبان.