الأحزاب التى لم تستطع أن تعيد حزبا كان فى يوم من الأيام أحد أهم الأحزاب السياسية انتشارا فى الشارع المصرى لم ولن تستطيع أن تغيّر نظاما حاكما والأمر نفسه ينطبق على النواب الذين دخلوا البرلمان المصرى(شعب،وشورى) لم نرى أى استجواب جدى عن الأحزاب التى جمدتها لجنة شئون الأحزاب وعن الصحف التى تم وقفها مثل صحيفة الشعب تذكرت هذا حينما رأيت جرحى انتخابات مجلس 2010 وهم يقسمون يمين ما أسموه بيمين البرلمان "الشعبى" أو "المواز" وجاء هذا القسم متزامنا مع الذين كانوا يقسمون فيه قسم برلمان 2010 ولم يسمع بهم أحد لا من هؤلاء ولا من هؤلاء إلا من باب الإعلام والأخبار،ومصطلح جرحى الانتخابات هو ليس من عندياتى،بل هو مصطلح استخدمه القيادى والسياسى البارع فى حزب العمل،والأستاذ بكلية التخطيط العمرانى جامعة القاهرة وصاحب رواية "كفر البلاص" التى تهكمت بسخرية على برلمانات سابقة شابها التزوير،وهو الدكتور مجدى قرقر واصفا به بعض النواب الذين تم إسقاطهم فى مجلس الشعب،وهؤلاء الجرحى استعجلوا الفكرة..فكرة ما يسمى بالبرلمان المواز ويبدو أنهم فرحوا بتسليط الضوء عليهم عبر بعض الفضائيات ولم يدرسوا الأمر جيدا وبادروا بالإعلان عنه على أن يكون مجلسا مكونا من 100 برلمانى يقدمون فيه بعض مشروعات لقوانين يسلمونها إلى السيد رئيس الوزراء يعنى منتهى التناقض..لكن هذا البرلمان لم تتضح معالمه رغم أنه أقسم اليمين فلا نعرف له رئيسا ولا وكيلا وهل سيشارك فيه قيادات حزبية أخرى،بالتالى ما هو إلا شو إعلامى حيث وجدنا أناس لأول مرة يقفون فى الشارع يحتجون على نتائج الانتخابات وكأن وقوفهم ليس احتجاجا على التزوير،بل هو احتجاج شخصى على إسقاطهم فى الانتخابات ومخاطبة لجماهيرهم كل فى دائرته من أجل تهدئة الخواطر،ولو أن هؤلاء يأخذون الأمر بجدية لكانت مظاهرة 12/12/2010 التى خرجت للاحتجاج على نتائج انتخابات 2010 والمطالبة بحلة لوصلت إلى أكثر من 150 ألف متظاهر باعتبار أن كل مرشح سيأتى ومعه بعض أنصاره الذين انتخبوه وليس جميعهم .. على الأقل ليثبت الأعداد والكثافة التصويتية التى حصل عليها والحق يقال أن الأمن فى يومى 12،13 لم يعترض أحد رغم تواجده فى كل مكان وبكثرة وكأنه كان متضامنا مع المتظاهرين..لكن جهابذة السياسة ربما يكون لهم وجهة نظر وهى أن الأمن يريد أن يرى حجم المعارضة فى مصر فمنذ أن بدأت الحركة الاحتجاجية فى مصر لم نشهد قيادات تقف فى الشارع لتحتج مثل التى رأيناها فى يوم 12،13/12/2010 وبحق كانت عملية غير مسبوقة من حيث نوعية المتظاهرين،ولو أن هذه النوعية قد شاركت فى كل الفاعليات الاحتجاجية التى شهدتها مصر فى العشر سنوات الماضية ربما كانت هناك أمور ا كثيرة قد تغيرت..لكن الجرح كان أعمق على البعض فلم يجد بدا من أن ينفس عمّا فى داخله وليقل هذا النائب أو ذاك أنا ما زلت هنا،والحقيقة أنا لا أعترض أبدا على البرلمان المواز أو البديل أو الشعبى وكنت أحد المنادين به ولا أعترض على نوعية المتظاهرين بل ليتنا نجدهم كل يوم ومعهم جماهيرهم انما الاعتراض على الطريقة التى تم بها والتسرع الذى ينم عن أن الموضوع ما هو إلا ردة فعل لا صلة له بالسياسة،والأيام القادمة ستثبت عمّا إذا كان هذا الأمر سيستمر أم أنه فى طريقه للانهيار مثل أى تجمع حدث من قبل ولم نسمع عنه شيئا،فى المقابل رأينا كيف أن أصحاب المقطورات حينما أعلنوا عن إضرابهم شعر به كل بيت فى مصر وهذا درس للمعارضة إن أى حركة سياسية بغض النظر عن أيدلوجيتها إذ لم يشعر بها المواطن البسيط الذى لا يعرف الفرق بين طبق الفول وطبق "الستلايت" فلن تستطيع أن تنظم إضرابا أو عصيانا مدنيا حتى فى شارع فى ميدان العتبة وعلى أحزاب المعارضة جميعها أن تنزل إلى حوارى النجوع فرادى وجماعات وتأخذ دور الإعلام الذى نجح نجاحا باهرا فى أن يكون هو البديل للمعارضة،وأنا هنا لا أدعو إلى اليأس،بل أدعو إلى مصارحة مع النفس،ومع الغير،وما فعله حزب "المقطورات" جعل النظام بكامله لن أقول: يتراجع فى مواقفه..لكن لنقل أنه استجاب لبعض مطالب أصحاب "المقطورات" العادلة،وهذه الاستجابة لم تكن مجانية،بل هى استجابة شبه مفروضة بعد أن شعرت الحكومة أن المواطن بدأ يتذمر لأن ست البيت ذهبيت إلى السوق ولم تجد احتياجاتها من الخضروات وكلما تسأل ست البيت تاجر البطاطس مثلا أين البطاطس يكون الرد العادى والغير مقصود وليس له صلة بسياسة الأحزاب : إن سائقى وأصحاب الشاحنات أو المقطورات قاموا بإضراب فلا يخلوا بيت واحد فى مصر إلا وشعر بتأثير إضراب "المقطورات" كل هذا حدث فى أسابيع قليلة وليس فى 5 أو 10 سنوات
|
|
2 التعليقات:
تخيل سيدي ان ينتهي هذا الاضراب بالغاء الضرائب المفروضة فيرفضون فض الاضراب طلبا لالغاء قانون لم يبدأ العمل به بعد الايستحي المعارضون لقانون الضريبة العقارية
المعارضون لقانون الضريبة العقارية ما زالوا يركبون "التوك توك" وإن شاء الله على ما يركبوا "المقطورة" تكون الضرائب قد فرضت على الهواء الذى نتنفسه.
إرسال تعليق