الصديق العزيز الأستاذ "أحمد منتصر" صدر له كتابا حديثا معنون بـ "ربنا يهديك" مكون من 70 صفحة حجم قطع متوسط وفى بداية الكتاب تجد المقدمة التى كتبها الدكتور أحمد خالد توفيق - المدرس بكلية طب طنطا وله باع طويل فى كتب ومؤلفات الرعب - المختلف دائما مع الكاتب ورغم هذا الاختلاف أصر الأستاذ "منتصر" أن يجعل الدكتور "توفيق" هو الذى يضع له المقدمة،وهذا يؤكد للقارئ أن الكاتب لا يضيق ذرعا بالرأى والرأى الآخر فهو مؤمن بالليبرالية ويريد أن يطبقها على نفسه وربما يكون هذا أهم ما يميز الكاتب الذى أتنبأ له بأن يخرج أحد الأشخاص يخرجه من الملة قريبا،لأن هناك بعض الألفاظ التى استخدمها لا تصلح أبدا أن توضع فى كتاب يفترض أن يقرأها القارئ ..أى قارئ وبخاصة فيما يتعلق بعلاقته مع الإخوة السلفيين والثوابت،ويبدو أن له ثأرا لديهم بسبب رفقته لهم بعض الوقت،فهذا مايؤكده الكاتب،وبدلا من أن يكون الخلاف معهم بالحجة والمنطق دون سباب راح المؤلف يصفهم بأوصاف لا أستطيع أن أنقلها كما كتبها،لكن أقل ما توصف به أنها تصل إلى حد السب والقذف،وكنت أتمنى على الكاتب أن لا يصل إلى حد "الفجر" فى الخصومة،وأيضا للمؤلف تلميحات على أمور دينية صاغها بطريقة استفزازية لا تتماشى مع المصريين،وهو نفسه يقول فى صفحة 32"قل لأى متشاجرين بالشارع:صلوا ع النبى غالبا تجدهم قد توقفا تقديسا للكلمة" وهذا يعنى أن المصريين متعصبون لكل مقدس حتى لولم يكونوا مطبيقين له،وقد شغل الكاتب نفسه بأمور فردية وذكرها كمثال على الغلو فى شئ ما وكأنها أمر معمول به لدى الجميع حينما جاء بمثال الفتاة التى جعلت قطتها تصوم فى رمضان،وهناك بعض الأمور التى أتفق معه فيها وبخاصة المثال الذى ساقه فى مقال "خالف تعرف" ومغالاة البعض من الشباب فى تقصير البنطال وكأنه علامة التشدد أو التمسك بالسنة وإن كان هذا الأمر لم يعد منتشرا الآن بفضل السعودة التى حصلت للبعض من المصريين..الكتاب فيه الكثير من الأمور التى فى حاجة إلى مراجعة ترفع عنه الحرج،وأهم ما أريد أن ألفت النظر إليه هو أن الكتاب جاء بلغة مختلطة بين العامية المنتشرة وبين الفصحى،ولو أن الكتاب تمت صياغته بالفصحى لكان أفضل،لكن الكاتب قال إن اللغة العربية ليست من المقدسات،لكن هذا لا يعنى أن أرجح كفة الاستثناء على القاعدة ،والقاعدة هى اللغة الأم العربية وليست اللغة الدارجة لغة "الفيس بوك" علما بأن المؤلف هو فى الأصل مصحح لغوى يعنى هذا هو ميدانه الذى يصول فيه ويجول،وعلى الرغم من كل السلبيات الموجودة فى الكتاب إلا أننى أحيى الكاتب لأنه قال كل ما يؤمن به أو كل ما يتصور أنه الصواب من وجهة نظره ولم يتخفى أو يتلون حتى فى تعامله مع من حوله من الأصدقاء والصديقات فكثير من الناس يتخفون خلف أشياء ويتناقضوا مع أنفسهم إلا أن الصديق والكاتب "أحمد منتصر" المتمرد على كل ما حوله الذى أراه أنه بسبب كبت مورس عليه من جهات دينية قد يفطن إليها القارئ فيما بين السطور كأنه أراد أن يقول لى ولك ولهن ولكم ولكل أسماء الإشارة ها أنا ذا "أحمد منتصر" من يقبلنى على هذا التوجه فأهلا وسهلا ومن لم يقبلنى فهو حر فى اختياره إنها الليبرالية بعينها،لكن أهمس فى أذنه قائلا لم تكن محقا فى تركك لحزب الجبهة وانضمامك فى الحزب الوطنى أو حتى التفكير فى ذلك،فكل المتناقضات التى ذكرتها ستجدها فى الحزب الوطنى،وأنت أدرى بذلك،وانا فى انتظار كتابك "ملحد مسلم" ورواية أبو سنة وتمنياتى لك بالتوفيق وليكن شعارنا أن الخلاف لا يفسد للود قضية.
|
|
2 التعليقات:
نقد جيد للكتاب وربما كنت منصفاً للكاتب رغم كثرة ملاحظاتك عليه
تكفي اشارتك لتركه حزب الجبهة وانضمامه للوطني
لأدرك انه مع احترامي له غير صاحب مبدأ
ولن ابالغ ان قلت انه لا يؤتمن
فمن كان في حزب الجبهة يفترض ان له قناعات ليس بالسهولة التخلي عنها
----
يسعدني ابداء رأيك في اقتراح لي منشور اليوم على مدونتي المسكينة
قبل ان اتسرع والغيه
تحياتي لك
الصديق العزيز محسنوف
أشكرك على تعليقك القيم والمفيد،وعلى فكرة مدونتك ليست فقيرة وهو تواضع محمود منك،ودخلت عليها وعلقت على اقتراحك الرائع.
تقبل تحياتى
إرسال تعليق