مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الجمعة، 1 يونيو 2012

2 هل نطمع من الدستور الجديد توفير حق "النفاق" للنخبة والمواطنين !

     على الرغم من أن النفاق خصلة مذمومة،وعادة سيئة تدمر المجتمع لما لها من تأثير سلبى وقلب الحقائق إلا أنها للأسف الشديد أصبحت هى المسيطرة على الحالة المصرية فى الوقت الراهن،وظهرت جليا فى انتخابات الرئاسة المصرية،وزادت وضوحا كالشمس فى رابعة النهار فى الجولة الثانية - الإعادة - من الانتخابات بين الدكتور "محمد مرسى" وبين الفريق "أحمد شفيق" وقد وصلت حالة النفاق إلى ما يشبه الاحتراف النفاقى بحيث لا تستطيع أن تثبت صفة النفاق على "المنافق" أو الذى يتصور أنه لا ينافق فكثيرا من الأبواق الإعلامية والأبواق الشخصية وبعض الأبواق "النخبوية" نراها الآن وهى تتسابق فى التبرع بالنفاق مقدما،وكأنهم حكموا بوصول شفيق إلى الرئاسة فاستبقوا الرئيس بمعسول الكلام الذى هو النفاق بعينه..لكنه نفاق مغطى بالشيكولاته،نفاق عليه طبقة من "الآيس كريم" حتى يستطيع المتلقى قبوله بلذة،والطامة الكبرى فى هذه النوعية من البشر لا يعلمون أنهم فقدوا الثقة فى أنفسهم فهم لا يرون أن فى مصر ثورة،ويعتقدون أن النظام السابق عائد لا محالة فراحوا يستبقون الأمور بوصلة نفاق من نوع فاخر مكفرين عن سيئاتهم التى اقترفوها فى ثورة 25 يناير،وعلى الرغم من أن القوانين المصرية وغير المصرية وهى فى أعتى عصورها التسلطية لم يكن فى دساتيرها ما يجعل المواطن ينافق..بل أعطت المواطن حق النقد بمعنى أنه يستطيع أن يقول ما يريد منتقدا الأنظمة الحاكمة وإلا فليسكت..لكن ما نراه الآن هو نوع من تقديم فروض ولاء الطاعة مسبقا فى حالة عودة النظام القديم حتى يهرب المنافق بجلده أو هكذا يتصور،وهو يعلم بخطورة تصرفه كما أنه يعلم أن النفاق قد يكون مقبولا بين الرجل وزوجته فعندما تطهى له طعاما وهو يأكله مضطرا يجوز للزوج أن يتغزل فى زوجته التى أعدت له هذا الطعام الشهى الذى هو فى حقيقته يتجرعه ولا يكاد يسيغه فى هذه الحالة فقط يجوز النفاق وربما يقول الرجل لزوجته: "لأول مرة فى حياتى أتذوق مثل هذا الطعام"..لكن حينما يكون النفاق على حساب الوطن فتلك هى الكارثة،وتلك هى الطامة الكبرى التى تعصف بالمنافق بكسر الفاء،والمنافق بفتح الفاء ومن ثم تعصف بالوطن،فالمنافقون دائما بعيدون كل البعد عن آلام الشعب وعذاباته،ولا يهمهم الناس من بعيد أو قريب،وكل الذى يسعون من أجله هو الحصول على أكبر قدر من المنافع الشخصية من مناصب قيادية،أومنافع مادية على حساب الفقراء والمهمشين فضلا عن أن حالة النفاق تلك تكون سببا فى خلق حالة من الصراع بين الفقراء والمهمشين من جهة،وبين السلطة الحاكمة التى غنى لها المنافقون من جهة أخرى،وفى تلك الحالة وبعد حالة الصراع نجد الحاكم المستبد،وقد تفنن فى بناء السجون التى سيضع فيها مخالفوه من أصحاب الضمائر الحية الذين رفضوا مسايرة البعض ممن يتفننون فى خلق مسميات جديدة للنفاق،ولو أخذنا الحالة التى تمر بها مصر الآن فى قضية التنافس بين مرشحى الإعادة أو بين الدكتور "مرسى" والفريق "شفيق" نسمع بين الحين والحين دعوات لمقاطعة الانتخابات،ودعوات أخرى لإبطال الصوت،والداعون لتلك الفكرة إنما يدعون إليها حتى لا يتهموا بأنهم يناصرون الفريق "أحمد شفيق" مناصرة مباشرة فيأتون بقليل من الطلاء حلو المذاق ويغلفون به بضاعتهم فبقولون لا نريد هذا أو ذاك ويضعون الاثنين فى كفة واحدة،وكان الأجدر بهم أن يعلنوا صراحة أنهم يؤيدون الفريق "شفيق" دون مواربة لأن مصالحهم مرتبطة به،وسيعتبر المراقبون أن هذا رأيا لأن الذين سيذهبون إلى شفيق لن يقبلوا بمثل تلك الدعوة،دعوة المقاطعة أو دعوة إبطال الصوت فالبتالى هو الذى سيحصد الأصوات من أنصاره،وبالتالى أيضا يعتبر الداعون للمقاطعة قد شاركوا هؤلاء فى وصول النظام السابق إلى الحكم،ومن ثم يتم توزيع الغنائم كل حسب قدرته على إقناع الناس بفكرته،وقد تكون فكرة المقاطعة مقبولة لو أن الإعادة كانت بين اثنين من مرشحى النظام السابق فلا فرق أن يأتى هذا أوذاك لكن لدينا وأمامنا أحد المرشحين الذين شاركوا فى الثورة..بل ومن أعمدتها والأدلة والبراهين موجودة بالصوت والصورة والوثائق حيث شارك "محمد مرسى" وأسرته فى ثورة 25 يناير..لكن المشكلة الوحيدة فى تلك الثورة أنه لم يكن فيها دفتر حضور وانصراف للثوار حتى يتم تسجيل اسم الثائر والوقت الذى قضاه فى ميادين مصر المختلفة،وأصبح هناك من كان ضد الثورة هو زعيم الثورة ثم يأتى اليوم الذى يتم فيه التسوية بين مرشح كان وما زال احد أعمدة نظام مبارك المخلوع بل قال إنه مثله الأعلى،وبين مرشح ثائر منذ بداية الثورة بل وقبلها،ثم ندّعى أننا على مسافة واحدة من المرشحين وكأن "شفيق" كان من قيادات الثورة،ومنهم من يقول نجلس مع الطرفين،ومنهم من يقول ابطل صوتك،أو قاطع،إذ لم يكن هذا نفاقا فماذا تسمونه،لذلك أقترح على اللجنة التى ستضع الدستور أن يتضمن مادة توفر للمواطن حق النفاق حتى  إذا ما أراد مواطن أن ينافق بما لايخالف الدستور يقول: وبناء على المادة "النفاقية" رقم كذا قررت أنا المواطن فلان بن فلان أن أنافق السيد الزعيم فلان وعلان وترتان،وبذلك يكون النفاق بالقانون بدلا من هذا الانفلات النفاقى الذى سيجرنا إلى كارثة محققة.

2 التعليقات:

شريف فتحى جامع يقول...

بسم الله و الحمد لله ..... أخى سلام الله عليك
كتبت اليوم طامعا فى توفير حق النفاق فى مادة فى الدستور الجديد .... أخى الحبيب أعتقد أن ما كتبت للأسف الشديد جدا قد لا يقرأ على أنة مقال ساخر لماذا لأننى أزعم أنك لم تكتب ساخرا بل واصفا دقيق الوصف للحالة التى وصلنا إليها فى مصرنا و كأننا أصبحنا الأن نريد من أنفسنا أن نصدق صراحة و واقع ما وضعتنا أو مهدت لة ثورة يناير نعم إنها خلعت رأس نظام يجاهد الأن بك ما أوتى من قوة أن يبقى ذيلة لكى يكمل مسيرة المراوغة و التدمير لكل ما حلمنا بة طيلة عام و نصف من أحلام نهضة و قيادة للأمة و تطور يطيح بكل المسلمات الغربية التى فرضت علينا تبعية و ذلا و خذلانا ..... و أيضا أتت هذة الثورة و خلال عام و نصف أتت لكى تعرينا أمام أمفسنا و أصبح حالنا الأن يقول إنتهينا من الجهاد الأصغر و بدأ الجهاد الأكبر نعم جهاد أكبر لأن ما نحن فية الأن يحتاج لثورة و فورة ....... فورة تذهب بما يسمى لدينا زورا و بهتانا (( النخبة )) ثورة فى العقول أولا لكى تستطيع أن تفهم و تفرز من ثار بحق و من تقاعس بصدق فورة لكى نستطيع أن نرفع الغشاوة من على أعيننا حتى ترى أننا أصبحنا أمام حقيقة واضحة جلية لا تحتمل صنيعة أو إدعاء " الضمانات " بل تحتاج لمضى نحو وقفة حادة من الجميع أمام مرأة الضمير و المواقف و الصراحة لنعرف من تخاذل و من لف ودار و من نافق و من إحترف أن يأكل على كل الموائد من إصطنع الثورة و إرتدى ثوب الثائرين و من نزل و طاف الميادين ...............

Transport يقول...

شكرا للموضوع

إرسال تعليق